آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

الإصلاحيون في اليمن .. بين الانضباط وفقدان الفرص (محاولة السباحة في لجة الاصلاحيين)

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 11:53 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



في المشهد السياسي اليمني، يُعرف الإصلاحيون بانضباطهم العالي وحرصهم على التحرك ضمن الأطر الرسمية، وهو ما يُعتبر ميزة في سياق العمل السياسي المنظم.

ومع ذلك، فإن هذا الانضباط المبالغ فيه قد أدى إلى تعطيل الكثير من قدراتهم، وضياع مكاسب وفوات فرص كان يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في مسارهم السياسي.


**

الانضباط الذي يتميز به الإصلاحيون يُظهر التزامهم بالقواعد واحترامهم للمؤسسات، مما يعزز صورتهم كحزب سياسي مدني لكنه سلاح ذو حدين.


هذا الانضباط قد يُصبح عائقاً عندما يُمنعهم من اتخاذ خطوات جريئة أو مغامرات سياسية ضرورية لتحقيق أهدافهم. في عالم السياسة، الجرأة والمبادرة تُعتبران أدوات حيوية لتحقيق المكاسب، وهو ما يبدو أن الإصلاحيين يتجنبونه بشكل مفرط.


**

الحرص على التحرك الرسمي فقط قد أدى إلى ضياع فرص ثمينة كان يمكن أن تُعزز مكانة الإصلاحيين في المشهد السياسي اليمني ، وفقدان المكاسب ثمناً للحذر النبالغ فيه.


في أوقات الأزمات، تحتاج الأحزاب إلى اتخاذ قرارات سريعة ومغامرات محسوبة، وهو ما يبدو أن الإصلاحيين يفتقرون إليه بسبب التزامهم الصارم بالنهج التقليدي.


بين الانضباط والمغامرة، يكمن التحدي الأكبر للإصلاحيين في إيجاد التوازن الذي يُمكنهم من الحفاظ على صورتهم كحزب منظم، مع القدرة على التحرك بمرونة لتحقيق المكاسب السياسية. هذا التوازن ليس سهلاً، لكنه ضروري في ظل التحديات التي تواجه اليمن.


*الحاجة إلى نهج جديد*

الإصلاحيون في اليمن يُمثلون نموذجاً للعمل السياسي المنظم، لكنهم بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم لتجنب فقدان الفرص والمكاسب. *الجرأة المدروسة والمغامرة المحسوبة قد تكون المفتاح لتعزيز دورهم في المشهد السياسي اليمني، دون التخلي عن قيمهم الأساسية.* الوقت قد حان لتطوير نهج يُوازن بين الانضباط والمرونة لتحقيق أهدافهم الوطنية.