لطالما كانت العلاقة بين استهلاك منتجات الألبان وخطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان موضع نقاش في المجتمع العلمي. وتُعزى أهمية هذه المسألة إلى الانتشار الواسع لاستهلاك الألبان كمصدر رئيسي للكالسيوم، البروتينات، والفيتامينات، إلى جانب مكونات أخرى قد يكون لها تأثيرات بيولوجية على نمو الخلايا وتكاثرها. في هذا المقال، نستعرض بإيجاز ما تقوله الأدلة العلمية حول هذه العلاقة، مع التركيز على السرطانات الأكثر ارتباطاً باستهلاك الألبان.
لا يوجد دليل قاطع على أن منتجات الألبان تزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بالسرطان، ولكن الأبحاث تشير إلى علاقات معقدة قد تختلف حسب نوع السرطان ونوع منتجات الألبان المستهلكة. إليك بعض النقاط الرئيسية بناءً على الدراسات الحالية:
السرطانات التي قد ترتبط باستهلاك الألبان:
💢• سرطان البروستاتا: بعض الدراسات تشير إلى أن الاستهلاك العالي لمنتجات الألبان (خاصة الحليب كامل الدسم) قد يرتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ربما بسبب عوامل مثل هرمونات النمو (مثل IGF-1أو الكالسيوم الزائد).
💢• سرطان الثدي: النتائج متضاربة. بعض الدراسات لم تجد ارتباطًا، بينما أخرى اقترحت أن منتجات الألبان كاملة الدسم قد تزيد الخطر، بينما قد تقلل الألبان قليلة الدسم أو المخمرة (مثل اللبن والزبادي) الخطر بسبب البروبيوتيك.
💢• سرطان القولون والمستقيم: غالبًا ما تُظهر الدراسات أن منتجات الألبان (خاصة الغنية بالكالسيوم والبروبيوتيك) قد تقلل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
💢.منتجات الألبان وسرطان المبيض
هناك بعض الأدلة المحدودة التي تشير إلى ارتباط استهلاك اللاكتوز بزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض، خاصة النوع "serous epithelial". ويُعتقد أن منتجات اللاكتوز قد تُحدث تأثيراً التهابيًا مزمنًا في البيئة الهرمونية للمبيض، لكن الآلية لا تزال غير واضحة.
🌟 العوامل المؤثرة:
• نوع المنتج: الألبان المخمرة (مثل الزبادي والجبن القديم) قد تكون أقل خطرًا أو حتى مفيدة بسبب البكتيريا النافعة.
• كمية الاستهلاك: الاعتدال هو المفتاح. الإفراط في استهلاك الألبان (خاصة كاملة الدسم) قد يكون له آثار سلبية.
• العوامل الغذائية الأخرى: النظام الغذائي العام (مثل تناول الخضروات والفواكه) قد يعدل أي تأثير محتمل.
🌟التوصيات العامة:
• منظمة الصحة العالمية (WHO) والهيئات الصحية لا تحذر من منتجات الألبان، ولكن تنصح بالاعتدال واختيار منتجات قليلة الدسم.
• للأشخاص المعرضين لخطر سرطان البروستاتا: قد يُفضل الحد من الألبان كاملة الدسم والتركيز على المصادر النباتية للكالسيوم (مثل الخضروات الورقية واللوز).
💥الخلاصة:
حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع يُثبت أن الألبان تُسبب السرطان، ولا أنها تحمي منه بشكل مطلق. ما نعرفه هو:
تناول الألبان بكميات معتدلة، خاصة قليلة الدسم، قد يكون جزءاً من نظام غذائي متوازن وصحي.
الأدلة تدعم وجود علاقة وقائية محتملة بين استهلاك الألبان وخطر سرطان القولون والمستقيم.
بالمقابل، توجد إشارات إلى علاقة إيجابية بين الاستهلاك العالي ومنتجات الألبان الغنية بالدهون مع سرطان البروستاتا وربما المبيض، لكن الأدلة غير قاطعة.
لا توجد توصيات سريرية تدعو لتجنّب منتجات الألبان بشكل عام، لكن يُنصح بتشجيع المرضى على الاعتدال، ويفضل اختيار منتجات منخفضة الدسم وضمن نظام غذائي متوازن.
من الأفضل التنويع في مصادر الكالسيوم وعدم الاعتماد الكامل على الحليب فقط.
إذا كان لديك تاريخ عائلي مع أمراض السرطان، من الأفضل استشارة طبيب أو أخصائي تغذية لاتخاذ القرار الأنسب.
منتجات الألبان ليست "مسببة للسرطان" بشكل قاطع، ولكن يُنصح بتوازن الاستهلاك ومراعاة النوعية والكمية. إذا كنت قلقًا، استشر أخصائي تغذية أو طبيبًا لتقييم نظامك الغذائي حسب تاريخك الصحي الشخصي والعائلي.
ورغم أن الباحثين رصدوا العديد من المؤشرات التي تربط بين تناول منتجات الألبان والإصابة بأنواع معينة من السرطان، إلا أنهم أشاروا إلى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث للتعرف على العوامل الأخرى المحتملة التي يمكن أن تكون أدت لهذه النتيجة. ووفقا للدراسة فإن معدلات الإصابة بالسرطان تزيد في الدول الأكثر استهلاكا لمنتجات الألبان مثل أمريكا الشمالية وشمال ووسط أوروبا على العكس من شرق آسيا ووسط أفريقيا حيث لا يتم تناول الألبان بكثرة. وقيم الباحثون بيانات 22 ألف و 788 شخصا ممن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز وبالتالي لا يتناولون الحليب أو منتجات الألبان وقارنوا مخاطر إصابتهم بالسرطانات مع أقاربهم ممن يتناولون الألبان بشكل طبيعي. وخلصت النتائج إلى أن نسبة انتشار السرطان بين من لا يتناولون الألبان كانت أقل من غيرهم بشكل واضح.
ورجح الباحثون عدة احتمالات قد تكون هي السبب وراء هذه النتيجة ومن بينها احتواء الحليب ومنتجات الألبان على بعض المواد التي يمكن أن يكون لها تأثيرات محفزة للسرطانات.
مع أطيب تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية .
#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان
رئيسه وحده التوعيه الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية