آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

سلسلة رجال عرفتهم 2 .. الثبات على العهد.. هدية الزمن النادرة.!

الخميس - 10 أبريل 2025 - الساعة 11:47 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



ما اجمل ان تجد القلة القليلة من الاصدقاء مازالوا باقين على العهد حافظين للود .. محافظين على الوفاء بالعهد..في زمن تغير الولاءات وتبدل القناعات.

الصداقة الحقيقية ليست شعارات تُقال أو كلمات تُتلى، بل هي أفعال راسخة وشواهد تنبض بالحياة.

إنها ذلك النور الذي لا يخبو، مهما اشتدت شمس الحياة حارقة.


إنها الظل الوارف الذي يلجأ إليه القلب المنهك، الذي يظل موجوداً، صامداً، مهما قست الأيام أو ضاقت الأحوال.



سلامٌ من أعماق القلب، لكل من استحق مكانه في الذاكرة والوجدان، لكل من بقي صديقاً حقيقياً كما عرفناه أول مرة.

تلك العلاقة التي لم تنحرف بها الرياح ولم تزعزعها عواصف الأيام.

هؤلاء الذين يحملون قلوباً نقية وأرواحاً ثابتة، لم يبدلهم الزمن ولم تُغيرهم الظروف، بل ظلوا كما هم: أصدقاء نقيّين، يضيئون الحياة بمعنى الوفاء الحقيقي.


لأولئك الذين كانوا مرآة للوفاء، وسنداً وقت الضيق، سلامٌ خالص.

أولئك الذين لم يكونوا يوماً غائبين حين اشتدت الحاجة، الذين لم تذهبهم أمواج المصالح العابرة ولم تغيّر ولاءهم رياح التغيير.

هم القلة النادرة التي تجعلنا نؤمن بأن الصداقة الحقيقية ليست وهماً في عالم أصبحت فيه العلاقات مجرد صفقات تُباع وتشترى..بل علاقة انسانية تفيض بالصدق والوفاء


هؤلاء، الذين استمروا كما عرفناهم أول مرة ومازالوا ، يستحقون أعمق معاني الاحترام والتقدير، وأكثر الأدعية الصادقة في الغيب، لأنهم أهدونا قيمة نادرة لا تُشترى: معنى الأخوة الصادقة، التي تُقاوم الزمن وتنتصر على المواقف والحوادث.


في هذا الزمان، الذي يشهد تبدلاً سريعاً في كل شيء، تُصبح الصداقةالحقيقية بمثابة الجوهرة الثمينة التي تُسعِد كل من عثر عليها.

فسلامٌ على كل صديق بقي كما عرفناه، وفياً، خالياً من زيف الأقنعة، وسلامٌ لكل القلوب التي لم تضعف أمام تقلبات الحياة، بل زادت نقاءً وجمالاً. *سلامٌ لكم، لأنكم هدية الزمن النادرة.*


ملحوظة:

قيل لي: لماذا لم تذكر الاصدقاء الذين تخلوا عن صداقتك؟!

قلت: الاصدقاء الذين جرفتهم عوامل التعرية قليلون ولم اذكرهم في في تناولاتي لانهم خرجوا من الذاكرة ولم يعد لهم وجود في مخيلتي أصلاً.