اقتربت أيام الخير والبركة «شهر رمضان الكريم»، وانتشرت كثير من التساؤلات حول مرضى السرطان، وصيامهم، وما يجب فعله عند الصيام، حتى لا يحدث مضاعفات،
يجب أن نتذكر أن الصيام له تأثير نفسي إيجابي، وقد يدعم ويقوي الحالة النفسية للمريض، ومن المهم أيضاً أن يقوم مريض السرطان بتقليل المنغصات والعوامل الخارجية التي تكدر عليه حالته النفسية، من علاقات اجتماعية أو وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تحمل الكثير من الشائعات عن السرطان وعلاجه، ويجب ألا يكون هذا داعياً للانعزال الاجتماعي».
أن الطبيب المختص يجب أن يضع بعض الأولويات والضوابط لتحديد قدرة مريض السرطان على الصيام أم لا، أن هذه الضوابط، تتمثل في ضرورة امتناع المريض عن الصيام إذا كان هناك أي حرج أو صعوبة، فالأفضل ألا يصوم حفاظاً على حالته الصحية.
🌟 أن فئة مرضى السرطان ممن يخضعون للعلاج الكيماوي الوريدي، معفون من صيام شهر رمضان، شرعاً، بسبب استخدام السوائل الوريدية في تحضير العلاج الكيماوي، الأمر الذي يفسد بدوره الصيام.
«إذا أراد المريض الصيام، فمن الممكن أن يصوم في الأيام التي لا يوجد فيها علاج عن طريق الوريد، كما يستطيع استخدام لزقات خاصة مقاومة للغثيان، بدلاً من الحبوب، حتى يتسنى له الصيام في الأيام التي تلي العلاج الكيماوي، والتي تكون في أحيان كثيرة مصحوبة بغثيان يستمر أياماً عدة، حيث من الممكن أن تستخدم اللزقة الواحدة لأسبوع على الجلد بكفاءة عالية».
🌟أن المريض الذي يخضع لعلاج ذكي أو هرموني تحت الجلد أو العضل، يمكنه الصيام من دون أي حرج، حيث إنها لا تنقض الصيام، كذلك يستطيع المرضى الذين يتناولون حبوباً علاجية، سواء ذكية أو موجهة، الصيام إذا رغبوا في الصيام، بحيث يجب أن يبدلوا أوقات تناول الحبوب بعد الإفطار، لكن يجب أن يتأكدوا من وقت تناولها قبل أو بعد الطعام، لأن امتصاص بعض هذه الحبوب والكبسولات يتغير حسب وجود الطعام في المعدة، والأفضل أن يستشيروا الطبيب أو الصيدلاني المتخصص في العلاجات السرطانية للتأكد.
🌟 أن المرضى الذين يحتاجون إلى تناول الحبوب أو الكبسولات مرتين يومياً، يمكنهم تناولها وقت الإفطار والسحور مع مراعاة أقل فترة ممكنة بين المرتين بأن يكون (9-10) ساعات، إذ إنه في حال كان أقل من ذلك فمن الأفضل أن يأخذوا رأي الطبيب إذا كانت لديهم القدرة على الصيام أم لا.
ولبد من ضرورة شرب مرضى السرطان الذين يرغبون في الصيام وهم تحت العلاج، كميات كافية من السوائل بين (1.5-2 لتر يومياً) في أوقات الإفطار، أن أفضل طعام لمرضى السرطان هو الغذاء الصحي والمعتدل الغني بالبروتين والخضراوات
والأسماك، مع التقليل من السكريات والكربوهيدرات الغنية.
ونعرف ان هناك اعتقاداً سائداً بأن الامتناع عن السكر والبروتين يقضي على الخلايا السرطانية، وهو أمر غير صحيح وخطأ، حيث إن مريض السرطان هو أحوج من غيره إلى البروتين، لكن إذا أراد الانقطاع عن السكر كخيار صحي، فلا يوجد حرج.
🌟وعليه فان مرضى السرطان، خصوصاً المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي، عدم الإكثار من تناول الوجبات المهيجة للجهاز الهضمي، مثل الوجبات الحارة.
و في حالة الجراحة، خصوصاً الجراحات الكبرى، فإنه لا ينصح بالصيام لحاجة المريض لأدوية وريدية، وأيضاً الغذاء للتعافي من الجراحة وآثارها.
🌟وفي ما يخص المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي من الممكن أن يكون برنامجاً مخففاً لأيام عدة، أو مكثفاً لأسابيع، حيث ان «الكورس» المخفف من الممكن الصيام معه من دون أي ضرر، في حين أنه بالنسبة لـ«الكورس» المكثف، فإن من الممكن الصيام في الأيام الأولى، لكن مع مرور الأسابيع تزيد الأعراض الجانبية من جفاف وإرهاق وتعب وخمول، فيفضل أن يتم تجنب الصيام في هذه الحالة، لتجنب أي ضرر على المريض.
💥تعليمات لمرضى السرطان عند الصيام
وفي حالة سماح الطبيب بالصيام، يجب أن يكون هناك مجموعة من التعليمات خلال الشهر الكريم خاصةً لمرضى السرطان لكي يكون صيام آمن، وهي:
💢- تناول الأطعمة التي تشعر الشخص بالشبع.
💢- مواعيد الدواء لا يجوز للمريض تغييرها من تلقاء نفسه.
💢- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل صعود السلم أو المشي وتحريك العضلات، لتنشيط الدورة الدموية في الجسم خلال ساعات الصيام
💢- التغذية المتوازنة، لتفادي الإصابة بالأنيميا مما يؤثر على فاعلية العلاج وموعد الجرعات.
💢- أخذ كميات متوازنة من البروتينات المتمثلة في اللحوم الحمراء والبيضاء.
💢- شرب الماء والسوائل يومياََ، ما لا يقل عن (3) لتر في الإفطار والسحور لمنع انخفاض نسبة السوائل في الجسم مما يؤثر على وظائف الكلى وبالتالي يؤثر على استمرارية جلسات العلاج، لأن السوائل دورها تخفيف الأعراض الجانبية اللي يسببها العلاج الكيميائي مثل القيء والإسهال أو الإمساك.
💢- تقسيم الوجبات الرئيسية من وقت الإفطار وحتي السحور إلى وجبات صغيرة متكررة، حيث يعد هذا أفضل للهضم، مع تناول الخضروات، الفواكه، البروتينات والمواد السكرية لتعطى طاقة للجسم ليستطيع الصمود في نهار رمضان.
💫هل الحلويات مسموحة لمرضى السرطان؟
أما عن حلويات رمضان وتناول التمر والحلوى الرمضانية، فيعتقد الكثير من المرضى والأشخاص أنه ممنوع لمريض السرطان تناول السكريات لأنها تغذي الخلايا السرطانية.،
أن هذا معتقد ليس له أساس من الصحة وليس له أي أساس علمي، «بالعكس يجب زيادة البروتينات والسكريات في شهر رمضان لكي يستطيع المريض الصمود في الصيام، والتمر بكل أنواعه مفيد جدًا للجسم ولا يوجد منه أي ضرر»
ولكن بشكل عام، يجب الاعتدال في تناول السكريات والأغذية بوجه عام، حيث يعد هذا شيئًا صحيًا ومطلوبًا للأشخاص العاديين أو لمرضى الأورام أيضًا.
✨ خلاصة الكلام في كل الأحوال، لابد من مراجعة الطبيب، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى والموافقة على الصيام أمر يرجع للطبيب ويتحدد على حسب الحالة الصحية، بمعني ليس لكل المرضى الصيام، ولا يشترط لكل المرضى الإفطار.
مع أطيب تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان
رئيسه وحده التوعيه الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية