الإدارة هي فن التخطيط وتحقيق النجاح وتعتمد على من يديرها ويقودها فإذا كانت إدارة قوية ومدير ذو شخصية قوية فإنه يكتب للمنظمة أو المؤسسة النجاح أما أذا كانت إدارة قوية ومدير يتسم بالشخصية الضعيفة هنا يكتب للعمل المؤسسي نجاح نسبي أما إذا كانت المؤسسة أو المنظمة تدار من قبل مدير ذو شخصية ضعيفة وإدارة ضعيفة تتسم بالعشوائية بالعمل وبعيداً عن النظم واللوائح هنا يكتب لهذه المؤسسة أو المنظمة الفشل.
إن ماتعانية المؤسسات والمنظمات من ضعف شخصية المدير وعشوائية العمل الإداري وضعف إدارة الموارد تولد عدة مشاكل منها الازدواجية والتداخل في المهام وضعف القرارات الإدارية وعدم صبها في مصلحة العمل وسيطرت العلاقات الشخصية على القرارات الإدارية وابتداع طرائق وارتجال أساليب في تيسير العمل دون خطط مدروسة ودون تفكير ودراسة في سلبيات وإيجابيات هذه الطرائق أو الأساليب وما قد ينتج عن ذلك.
إن تطبيق اللوائح والنظم في العمل الإداري على الجميع دون استثناءات ودون أن تكون هناك أي مجاملات أو وساطات تفرض نفسها سنجد عمل إداري متميز لكن سوء تطبيق اللوائح والتعامل معها وفق ما يتناسب مع سياسة المدير والإدارة وعلاقتهم بالأشخاص تولد العديد من التجاوزات التي يسيئ فيها الموظف لآداب المعاملات فيضمن عدم العقاب مما يضعف السياسة العامة لسياسة المنظمة أو المؤسسة فنجد استشراء الفساد والمخالفات والتجاوزات وتهمش إدارة الرقابة ويتم تجاهل مهامها وتجميد نشاطاتها رغم رفعها من خلال تقارير بما يحدث من تجاوزات واختلالات.
إن الحديث عن الإدارة الضعيفة هو بحد ذاته الحديث عن الفشل المحدق بأي نظام مؤسسي فلا يمكن أن يكون هناك استقرار لأي عمل أو تحقيق نجاح وهناك مؤسسة أو منظمة تشكوا من ضعف الإدارة وضعف اتخاذ القرارات وترتكز سياستها على وضع حلول لا تتوافق مع مايحدث في ارض الواقع فتكتف من اصدار التعاميم والقرارات التي يمكن تعديلها وتغييرها بين حين وآخر بمحاولات يائسة لأحداث تغيير وإصلاحات تفتقر إلى المصداقية والشفافية وتصب جهودها في كيفية الحصول على الحوافز والمكافئات دون وضع اعتبار لرفد خزينتها بما يضمن لها تجاوز الأزمات المالية التي قد تحدث دون أن يؤثر ذلك على استقرارها وتعمل على أن تكون النفقات الخاصة بها لها وفرتها التي يمكن أن تعزز مكانتها دون الخوف أو القلق مما قد يحدث مستقبلاً إن من أشد العيوب التي نلتمسها بضعف الإدارة هي حدوث العجز المالي والسعي في تطبيق سياسات ماليه دون دراسة واتخاذ قرارات سريعة وقاصرة لمعالجة الأمور المالية بصورة آنية ودن الرجوع إلى معالجات جذرية يمكن من خلالها تامين الاستقرار المالي والإداري للمؤسسة أو المنظمة.
فالموظف يحفزه على العمل الاستقرار المالي وتطبيق نظام عمل إداري متميز وناجح يحقق بشكل عام الازدهار وزيادة الأرباح.
إن العمل المؤسسي بشكل عام يمر بانتكاسات كبيرة إذا ما نظرنا إلى السياسة العامة له والمتبعة على أرض الواقع وليس ما هو مدون باللوائح والنظم فليس كل من يأتي على قمة الهرم يكون إنسان ذا ضمير ورمز يقتدى به في العمل او العكس نحن لا نصل بطبائع البشر إلى مرحلة الكمال لكن يمكننا أن نحدث تغيير متى وجد القادة الذي يمكن بهم احداث طفرة في مجال فن القيادة والإدارة ويكون لهم طيب أثر يقتفى به الآخرين حرصاً على المال العام.
إن غياب الرقابة والمحاسبة التي تتبناها سياسة الدولة وتطبيقها على جميع قطاعاتها المؤسسية ساهم وبشكل كبير في تدهور المؤسسات الحكومية .
الإدارة هي من ترسم مسار سياستها الداخلية والخارجية وتلزم الجميع الاقتداء بها دون أن تسمع أصوات تشكوا الظلم والقهر عدا تلك الأصوات التي اعتادت على عدم احترام اللوائح والنظم وعدم العمل بإخلاص وأمانه وعدم الحرص على الممتلكات العامة وسعيها الحثيث على كسب الأموال بطرق ملتوية كالرشوة والاختلاس والإنجازات الوهمية أو المجاملات في غير محلها.
إن الصمت الحاصل على تلك الخروقات التي تحدث له عدة مبررات أما أن الإدارة بسياستها استطاعت أخراس تلك الاصوات المناوئة لها أو إنها استطاعت كسب أصوات الذين لهم تأثير على زملائهم فتم تنفيذ طلباتهم مقابل الولاء لهم أو تشكل حالة من الإحباط التي أصيب بها الموظفين نظراً لما رأوه من أوضاع تعجز قدراتهم وإمكانياتهم من الوقوف ضد قوة التيار الذي استطاع رسم معالم سياسته وغرس جدوره في أعماق هذه المؤسسة فصارت كلماته سمعاً وطاعة مهما كانت مخالفة لما كان يجب أن يكون.