آخر تحديث :الجمعة-25 أبريل 2025-11:51ص

المتقاعدون والخلود

الجمعة - 19 يناير 2024 - الساعة 10:42 م
د. لمياء ربيع السباعي

بقلم: د. لمياء ربيع السباعي
- ارشيف الكاتب



د.لمياء ربيع أحمد السباعي
35 عاماً من العطاء يستحق كل التقدير والاحترام للجهود التي بدلت والعمر الذي مضى في خدمة الوطن ، أجيال تجتهد وتبني وتعمر لأجل الأجيال القادمة لتستمر دورة الحياة.
إلا في بلدي تشبت المتقاعدين بالماضي والحاضر والمستقبل فلا تجد الأجيال القادمة فرصة للبناء ويظل كل فكر وتغيير محل رفض لان هيمنت العقلية القديمة مستمرة والاستمرار في عدم قبول التغيير.
انه من الجحود نكران انجازات 35 عام لكن السؤال الذي يراودني متى سيمنح الشباب الفرصة للعمل والأبداع وخاصة ان المتقاعدين مازالوا في مرافق عملهم ويؤدون مهامهم قد يكون أمر مسلم به نظراً لظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد فكان إلزاماً علينا ان نساند بعضنا بعض حتى نتجاوز هذه الفترة ولكن المؤسف هو التمسك بالمناصب والمراكز القيادية بعد مضي سن تقاعد وعدم إعطاء الفرصة للأخرين وخاصة من الشباب من ذوي الكفاءات في تقديم ما لديهم وإحباط عزيمتهم وتوانيهم في الاجتهاد والمثابرة ذلك ان المسئول الذي يعتبر في فترة تقاعد مازال مسيطراً على المنصب بحكم أنه لم يتم ربط معاشه التقاعدي فظل في مرفقة يباشر مهامه وفي منصبة الذي كان من المفترض ان يسلم لخلفه مع تدريب الخلف بالمهام الوظيفية التي يجهلها الكثيرين بحكم عدم نقل الخبرات إلى الأخرين وسيادة فكرة لدى البعض اجعلهم عاجزين عن التصرف دوني حتى يتم التعاقد معي واستمر بالعمل.
فتفشي ظاهرة تعاقد مع المتقاعد هذه لها اسباب ودوافع عدة منها ان يكون المتقاعد من خبراء الاقتصاد أو لا يوجد بديل عنه في مجال تخصصه وهنا يتم تعاقد معه كمستشار وليس في منصب يديره .
وعلى المؤسسات الحكومية العمل على تهيئة الموظفين الذين أوشكوا على إنهاء خدماتهم بإخضاعهم لبرامج تدريبية وإرشادات نفسية ليتقبلون فكرة التقاعد والتنحي عن المنصب دون أي مؤثرات نفسية تنعكس سلباً عليهم.
فالخلود يأتي بما تركت من أثر يذكر وما انجزت وقدمت من أعمال تذكر عدا ذك فكلنا راحلون.