آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

بيحان.. تراث زاخر واهتمام مفقود

السبت - 30 ديسمبر 2023 - الساعة 12:38 ص
عبدالله الضريبي

بقلم: عبدالله الضريبي
- ارشيف الكاتب


لاشك أن محافظة شبوة بشكل عام ومديرية بيحان على وجه الخصوص تزخر بتراث شعبي وثقافي كبير يميزها عن باقي محافظات الجمهورية ورغم ذلك فإن الواقع يؤكد اننا لم نحسن استغلال هذا  الموروث الغني بالتنوع ولم نهتم به بالشكل الذي يليق به كتراث شعبي وإنساني تتميز به المديرية والمحافظة منذ آلاف السنين وحتى اليوم .

معروف أن بيحان بمديرياتها الثلاث تمتلك  تنوعا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا مبهرا تَشَكًل عبر  العصور والحقب التاريخية باعتبارها عاصمة  لممالك ودول ومشيخات وامارات غابرة. الامر الذي جعلها تتفرد عن غيرها من المديريات  بغزارة موروثها وثقافتها ولهجاتها  الدارجة وازياءها الشعبية ومهاجلها ومهايدها  واغانيها واهازيجها ورقصاتها الفلكلورية  الشعبية واشعارها (الحِكَمي والشعبي والفصيح ) وغيرها من الفنون الانسانية، ورغم ذلك فإن واقع حال هذه المديرية المترامية الاطراف والاكبر مساحة في المحافظة يؤكد ان هذا التنوع لم يلقَ  الاهتمام الكافي الذي يليق به من قبل الجهات المعنية بالتراث التابعة  للسلطة المحلية في عاصمة محافظة او من قبل الحكومة التي  لانراها إلا في الشاشة الفضية فحسب .
الامر الذي يذكرني بقول الشاعر ( فلاترجو السماحة من بخيلِِ
فما في النار للضمآن ماء)  لاسيما ووزارتي الثقافة والسياحة اللًتين تم الحاقهما بوزارة الاعلام لنشاهد  القائمين عليها  وقد اختزلوا عمل الوزارات الثلاث في بعض التصريحات الإعلامية  والصحفية كالشجب والاستنكار والتنديد على موقع اكس ( تويتر سابقا) في الوقت الذي لم يعيروا الجانب الثقافي والموروث الشعبي والتاريخي والآثار والمخطوطات واللًُقي اي اهتمام  لافي بيحان وشبوة ولافي غيرها من المحافظات،  وهنا تكمن الكارثة وتتفاقم المشكلة وتنعدم الحلول وتغيب الشمس في الافق ويتبدد الامل باي اهتمام لا في  الراهن المعاش ولافي قادم الايام طالما وفاقد الشيء لايعطية .

هل تتخيلوا احبتي الكرام ان مكتب الثقافة في المديرية والمركز الثقافي التابع له لايحصلان على اي ميزانية تشغيلية ولاحوافز للعاملين او للشعراء والفنانين  والموهوبين بشكل عام   ناهيكم عن بقية الانشطة التي كان يفترض القيام بها في المديرية لانعاش وإحياء هذا  الموروث الكبير وإضهاره وتوثيقه للباحثين والمهتمين والدارسين المتخصصين، ناهيكم عن فئة  الشباب الاكثر احتياجا للتعرف على موروثهم الفريد الذي تزخر به  المديرية كموروث تاريخي وثقافي يكاد يندثر بفعل التجاهل والاهمال.
 
 
كم كنت اتمنى ان اشيد بدور الجهات المعنية التابعة للسلطة المحلية في المحافظة والحكومة الموقرة والقيام ودورها المنعدم اصلا في الحفاظ على هذا الموروث الذي لايخلو من الادهاش والابهار ،  

اقول وبكل اسف انني بحثت مليا  عن شيء احسُبه إنجازا ثقافيا  غير انني لم اجد على ارض الواقع شيئا  يوجب  الاشادة  والثناء او مجرد الذكر فاصبت بخيبة امل وغصة في حلقي كادت تخنقني خوفا على تراث بلدي وهو يضيع في غياهب الاهمال  واللامبالاة من قبل المعنيين فكان لابد عليً ان انتصر لتاريخي وتاريخ بلدي واكتب بكل مصداقية وامانة وطنية متجردة من اي مصلحة شخصية فتحدثت عما  تعانية وتعيشه الحالة الثقافية والتراثية في بيحان خاصة وشبوة  واليمن بشكل عام وإن على عجالة اخالها توصل الرسالة لمن بايديهم صنع القرار إن كانوا على قدر كافِِ من المسئولية وأيضا لاقول *للناشطين والوجاهات والمهتمين*  في المديرية والمحافظة وانا في مقدمتهم  لماذا نصمت عن هذا الاهمال الذي ضرب  موروثنا الشعبي والثقافي في مقتل ونحن ننظر بصمت وكأن الامر لابعنينا .

اختم فاقول متسائلا عن ايرادات صندوق دعم  التراث في المحافظة واين تذهب تلك الايرادات المهولة ولماذا لايتم استغلالها وتسخيرها لماخصصت له طبقا للقانون.

وهنا قد يقول قائل او يشير متقولا آخر إن مهرجان شبوة الرابع للتراث والفنون الذي اقيم في عاصمة المحافظة في اكتوبر الفائت كان احد اوجه الاهتمام بالتراث خلافا لما اسطره انا في هذه التناوله وهنا ساقول له ان هذا المهرجان او غيره من المهرجانات السنوية او الفعالبات  المناسباتية  وغيرها لن تؤتي ثمارها المرجوة  بالشكل الامثل والسليم ما لم يقم المعنيين والقائمين على هذه المهرجانات والفعاليات  بتوثيق ماتم تقديمه في المهرجان  لتراثنا وابرازه في كتب او حتى كتيبات صغير او مجلات شهرية او فصلية  او نصف سنوية ليصبح للهذه الفعاليات قيمة فنية وثقافية بدلا من إهدار الاموال الطائلة في ما لا يخدم عملية الحفاظ على تراثنا ويصونه من الاندثار بدلا ماتتحول المهرجانات إلى فرقعات إعلامية جوفاء تذروها الرياح وتصبح كالعدم بمجرد انتهاء الفعالية   لانها لم تخدم إلا اشخاص بعينهم ( ماديا ومعنويا) فيما التراث مغيب ولم يجد من يكرمه ويوقره ويحافظ عليه وينفض عنه غبار التجاهل والنسيان.

*اللهم اني بلغت ،اللهم فاشهد*

*29/12/2023م*