آخر تحديث :الجمعة-25 أبريل 2025-11:51ص

المرأة وعنف السلطة

الثلاثاء - 26 ديسمبر 2023 - الساعة 06:35 م
د. لمياء ربيع السباعي

بقلم: د. لمياء ربيع السباعي
- ارشيف الكاتب


منذُ الأزل و معاناة المرأة مستمرة توالت العصور والحضارات وكانت المرأة محور كل نقاش وترسيم في كل حضارة أقيمت وكان لها النصيب الأكبر من الظلم والاضطهاد والعبودية والاستغلال حتى جاء الإسلام ليكرمها ويرفع من قدرها ويضع حدٍ ولجام على كل فم وجه كلامة المسموم لها.
فبرأت المرأة من تهمت الخطيئة الكبرى وإنها أغوت أبونا آدم علية السلام فكانت سبباً للخروج من الجنة.
ولفترة من الزمان عاشت المرأة سيدة نفسها وحرة إلا إنه عادت  تلك النظرة الدونية للمرأة وإنها  لا تصلح لإدارة شؤونها حتى تدير شؤون غيرها تناسى الجميع إنها هي الأم وهي المدبرة والخبيرة الاقتصادية  بالمنزل و نسوا إنها هي المرشدة الاجتماعية وإنها الأمان والاستقرار...وفي خضم كل ذلك وبعد كل تلك المعاناة استطاعت المرأة   ان تتحصل على أعلى المراتب العلمية وتصل إلى مستوى ثقافي عالٍ.  
وها هي تعود إلى نقطة صفر أمام تلك العقول التي لم تتقبل وجودها كرقم صعب تجاوزه ،فتجاوزها بعدة أساليب إما باستخدام سلطتهم ونفوذهم في ترهيبها وإخضاعها أو تهميشها أو محاولة إذلالها وتقليل من قيمتها المجتمعية فصار عنف الأسلوب والمعاملة والإهانة سائدين إذا لم يصل إلى التحرش الجنسي والمساومة.
إلى من نسوا وجودنا نحن هنا وقادرون على التعبير عن وجودنا وإحداث تغيير نحن هنا مثلكم تماماً إنما تعلمنا الصمت،والأنتظار،والصبر لأجل الوطن حتى لا يقال عنا نساء مشاغبات لكن قد لا يطول صبرنا وقد لا يطول انتظارنا وقد تعلوا اصواتنا منددين بعنف السلطة.
ففي كل مصلحة ومؤسسة هناك عنف ضد المرأة من زملاء او مدراء وصلوا لسلم السلطة ولم يتدرجوا بالمسار الوظيفي ولم يخضعوا لتدريب فن القيادة والإدارة فوجدوا انفسهم على هرم السلطة يصولون ويجولون فيصدرون الأوامر بأسلوب يفتقر إلى مبادئ القيادة والإدارة.
ذلك لان السلطة التي منحت لهم أعطتهم كامل الحرية في أن يتعاملون بأسلوب لا يليق ان تتعامل به المرأة بعد إن أمنوا ان لا رقابة،  ولن يطبق مبدأ الثواب والعقاب وأنه يمكن ان تحل أي إساءة بالتحكيم أو بالتمييع بعيداً عن القانون واللوائح والنظم التي كانت تطبق في المؤسسات والمصالح الحكومية حين كانت هناك إدارة تحترم القانون.
قد نجد أنفسنا نحن النساء في حراك آخر لم نعهده من قبل وهو عنف السلطة الإدارية في المرافق والمؤسسات وقد تعلوا اصواتنا ويرتفع سقف مطالبنا وقد لا نخجل من ان نصرح بأي عنف نتعرض له إذا لم يتم النظر إلى المرأة وقضاياها المجتمعية واحترام حقوقها وكيانها وعدم تجاهلها وتجاهل كوادرها وتهميشها وابعادها عن مراكز صنع القرار.