لم يجاف الحقيقة من قال :ان التاريخ يعيد نفسه ولو بأشكال وأدوات مختلفة تتحد في الغاية وتختلف في الوسيلة .. فقبل نصف قرن من الزمان وحين هب الشعب اليمني ثائرا في جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني في جبهات القتال المختلفة التي كانت ردفان موئلها وانطلاقه شرارتها الأولى كان أهلنا وأجدادنا كالأسود ثائرين لديهم هدفا واحدا وغاية واحده هي تحرير الوطن.
لم يلتفت احد منهم إلى المكاسب او الغنائم او يفكر فيما سيعود عليه من نفع او مصلحة شخصيه لخوض غمار النضال لدحر المحتل..بل اجزم ان ذلك التفكير لم يلد بعد او يدر بخلد احد منهم ،وكانوا يصنعون المآثر ويمضون دون الالتفات إلى الوراء او يعرفهم احد ..وكان الهدف نصب أعينهم واضحا والجهود كلها منصبه إليه ..
لهذا تحقق النصر وحالف الثوار النجاح في دحر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس واليوم وبعد خمسين عاما من ذلك التاريخ ما يجعلنا نستوقف أمامه ونستلهم منه الدروس والعبر هي عمليه التحرر الجديدة التي بدأنا نشهد بوادرها بتحرير مديريات أبين من مغتصب جديد , وان يكن تحت غطاء ويافطة إسلامية ألا انه بالإرهاب والحديد والنار استباح تلك المناطق وهجر أهلها وناسها .
وما دفعني اليوم لكتابة هذه الخاطرة هي طلة اللواء الركن محمد بن راجح لبوزه نجل أول شهداء ثوره أكتوبر المجيدة ووقوفه جنبا إلى جنب مع أبطال اللجان الشعبية من أبناء لودر الباسلة الذين سطروا أروع البطولات
وصنعوا أغلى الانتصارات في حربهم وحماة الوطن ضد عدو استطاع ان يخلق صوره ذهنية لدى عامه الناس بأنه لا يقهر ولا يستطيع احد صده او الوقوف أمامه.
فا للواء لبوزه تسلم القيادة بتكليف من الرئيس عبدربه منصور هادي لثقته فيه لقياده جبهة القتال بمحور لودر وصولا إلى عاصمة أبين زنجبار ,وهو القائد العسكري المجرب والمحنك ,ونجل الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزه ,ولكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد,بعد خمسين عاما مع تبادل الأدوار والقيادات والأماكن ,حيث كان الشهيد البطل المجعلي قائدا لجبهة ردفان خلال حرب الاستقلال ليس لانعدام القيادة وندره الأبطال ,فردفان كلها ذئاب واسود ,ولكن كان الهدف اكبر وأوسع لتأكيد واحدية الهدف والمصير ,فهاهو لبوزه اليوم محاط بالحفاوة من قبل جنوده أبطال اللجان الشعبية .
فهنيئا لشعبنا صناديده الأبطال والرحمة والمغفره للشهداء لبوزه والمجعلي وكل شهداء ثوراتنا التحررية..
