آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

إلى رفاق درب النضال والمصير المشترك

الخميس - 26 يونيو 2014 - الساعة 07:49 م
سالم ثابت العولقي

بقلم: سالم ثابت العولقي
- ارشيف الكاتب


إلى كل جنوبي حريص على واقع قضيته ومستقبلها.

لقد سئمنا من هذا الواقع المليئ بالإقصاء، والتخوين، والتصنيف، والشك، والتوجس ولا أعلم لماذا يصر بعض الزملاء في الحراك على التعامل مع قضية الجنوب وكأنها سلعة عندما يقولون، ويكتبون القيادي الفلاني باع.. القيادي الفلاني أشترى !

لماذا نفهم الموقف السياسي المختلف عنا على أنه خيانة، وعمالة !
لماذا نكتفي فقط بمواجهة الآخر المختلف بسهام الإساءة، والتخوين !
لماذا لا نعتبر مواقفهم تأتي في اطار مشاريع لا نتفق معها أبداً ويكون كل تفكيرنا في كيفية الأنتصار لمشروعنا السياسي فقط بعيداً عن الإنزلاق في وحل الثقافات البائدة !

ما الذي سنعود به على قضيتنا، ومطالبنا من تخوين علي ناصر أو العطاس أو النوبة أو المفلحي أو غيرهم !
من المستفيد من إنشاء هذا البيئة الطاردة للجميع والتي لن توفر أي مناخات للتعايش الجنوبي مستقبلاً !
ما المكسب السياسي الذي سنحققه بالفرز على هذا الأساس !
صدقوني لن نحقق أكثر من المواجهة الجنوبية، الجنوبية التي لن يخرج منها أحد منتصراً سوا صنعاء.

لقد أخطأ علي سالم البيض بعد عام 1990م عندما رفض احتواء الجنوبيين الذين خسروا في 1986م ورفض المصالحة الوطنية الشاملة وجاءت حرب 1994م وجميعنا نعلم كيف كانت النتيجة !
من رفضهم البيض وأصر على أن يبقوا طيلة أعمارهم يستلمون المعاشات في باب اليمن هم من دخلوا الجنوب وفي الأخير أنتصر الشمال فقط وكل الجنوبيين هم الخاسرين.

لماذا نسير بثبات نحو أستنساخ الماضي ونرفض أن نستخلص العبر !
أليس حريا بنا أن نعمل على اخراج الحراك من أزمة مكوناته، والأنتصار له بتحقيق الوفاق السياسي الجنوبي كخطوة على طريق الأنتصار لمشروعنا السياسي المتمثل في الحرية والأستقلال !
آن الاوان أن نفهم كيف نتعامل مع الآخر المختلف وأن نبتعد عن مصطلحات البيع، والشراء، والخيانة، والعمالة لأن من يظن أنها ستحقق له أي أنتصار سياسي أو فكري أو أخلاقي فهو واهم.

لن ننتصر بواقعنا المليئ بالأخفاق السياسي لمكونات الحراك، وهو ذات الواقع المليئ بالاقصاء، والتخوين !
بل سننتصر بوحدة القيادة، والأداة السياسية التي يقف في طريقها دائماً قيادات، ومكونات من داخل الحراك نفسه وفي الأخير نأتي لنحتكر الوطنية، ونشتم، ونخون، ونقصي، ونتهم.. ويصبح حالنا كمن يبكي على الوطن وهو لم يزرع يوماً في رصيفة وردة !

* سالم ثابت العولقي.