آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

إلى كل جنوبي حريص على واقع قضيته ومستقبلها !

الأربعاء - 25 يونيو 2014 - الساعة 11:36 م
سالم ثابت العولقي

بقلم: سالم ثابت العولقي
- ارشيف الكاتب


لقد سئمنا من هذا الواقع المليء بالإقصاء، والتخوين، والتصنيف، والشك، والتوجس ولا أعلم لماذا يصر بعض الزملاء في الحراك على التعامل مع قضية الجنوب وكأنها سلعة عندما يقولون، ويكتبون القيادي الفلاني باع.. القيادي الفلاني أشترى !

لماذا نفهم الموقف السياسي المختلف عنا على أنه خيانة، وعمالة !

لماذا نكتفي فقط بمواجهة الآخر المختلف بسهام الإساءة، والتخوين !

لماذا لا نعتبر مواقفهم تأتي في اطار مشاريع لا نتفق معها أبداً ويكون كل تفكيرنا في كيفية الانتصار لمشروعنا السياسي فقط بعيداً عن الانزلاق في وحل الثقافات البائدة !

ما الذي سنعود به على قضيتنا، ومطالبنا من تخوين علي ناصر أو العطاس أو النوبة أو المفلحي أو غيرهم !

من المستفيد من إنشاء هذا البيئة الطاردة للجميع والتي لن توفر أي مناخات للتعايش الجنوبي مستقبلاً !

ما المكسب السياسي الذي سنحققه بالفرز على هذا الأساس !

صدقوني لن نحقق أكثر من المواجهة الجنوبية، الجنوبية التي لن يخرج منها أحد منتصراً سوأ صنعاء.

لقد أخطأ علي سالم البيض بعد عام 1990م عندما رفض احتواء الجنوبيين الذين خسروا في 1986م ورفض المصالحة الوطنية الشاملة وجاءت حرب 1994م وجميعنا نعلم كيف كانت النتيجة !

من رفضهم البيض وأصر على أن يبقوا طيلة أعمارهم يستلمون المعاشات في باب اليمن هم من دخلوا الجنوب وفي الأخير أنتصر الشمال فقط وكل الجنوبيين هم الخاسرين.

لماذا نسير بثبات نحو استنساخ الماضي ونرفض أن نستخلص العبر !

أليس حريا بنا أن نعمل على اخراج الحراك من أزمة مكوناته، والانتصار له بتحقيق الوفاق السياسي الجنوبي كخطوة على طريق الانتصار لمشروعنا السياسي المتمثل في الحرية والاستقلال !

آن الاوان أن نفهم كيف نتعامل مع الآخر المختلف وأن نبتعد عن مصطلحات البيع، والشراء، والخيانة، والعمالة لأن من يظن أنها ستحقق له أي انتصار سياسي أو فكري أو أخلاقي فهو واهم.

لن ننتصر بواقعنا المليء بالإخفاق السياسي لمكونات الحراك، وهو ذات الواقع المليء بالإقصاء، والتخوين !

بل سننتصر بوحدة القيادة، والأداة السياسية التي يقف في طريقها دائماً قيادات، ومكونات من داخل الحراك وفي الأخير نأتي لنحتكر الوطنية، ونشتم، ونخون، ونقصي، ونتهم.. ويصبح حالنا كمن يبكي على الوطن وهو لم يزرع يوماً في رصيفة وردة !