عبر وكيل محافظة البيضاء، الدكتور حسن السوادي عن حزنه العميق لرحيل شجرة "الغريب" التاريخية في محافظة تعز، التي تجاوز عمرها أكثر من ألفي عام، وكانت واحدة من أبرز المعالم البيئية والتراثية التي ارتبطت بوجدان اليمنيين لأجيال متعاقبة.
وقال الدكتور السوادي في منشورًا له على حائط صفحته بموقع فيسبوك "شجرة الغريب لم تكن مجرد شجرة، بل كانت شاهدًا على التاريخ، ومعلماً طبيعيًا وأثريًا استظل بظلها الملايين من المواطنين والزوار، وارتبطت بها الذاكرة الجمعية لليمنيين على مدى قرون طويلة".
وأكد أن "رحيل هذه الشجرة يُعد خسارة كبيرة لتعز ولليمن عمومًا، خصوصًا في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد جراء الحرب المستمرة، والإهمال الذي طال العديد من المعالم البيئية والتاريخية، ومنها شجرة الغريب التي قاومت الزمن لكنها لم تستطع الصمود أمام القهر والخذلان".
وأضاف السوادي: "لا تزال ذاكرتي تحتفظ بلحظات زيارتي للشجرة في العام 1995، برفقة الفقيد اللواء الركن محمد عمر ناذخ – رحمه الله – والزميل العزيز أحمد علي ضيف الله المشبه العمري، وياسر العديني ووالده، وبعض مرافقي اللواء ناذخ، حيث قضينا وقتًا لا يُنسى، والتقطنا صورًا تخلّد تلك الذكرى العطرة.
وأشار إلى أن الشجرة "ماتت قهرًا، بعدما عجزت عن تحمّل ما يجري في البلاد من خراب ودمار وانتهاكات طالت الشجر والحجر والبشر على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية"، موضحًا أن "شجرة الغريب رفضت أن تبقى في ظل الطغيان والإرهاب، وأعلنت بصمت رحيلها، كأنها تحتج على ما يجري لليمن واليمنيين".
ودعا وكيل محافظة البيضاء إلى "وضع خطة لحماية ما تبقى من رموز الطبيعة اليمنية، وتوثيق تاريخها والحفاظ عليها من العبث"..مختتمًا بالقول: "شجرة الغريب رحلت، لكنها تركت لنا رسالة مفادها أن اليمن باقٍ، وأنه لا بد من الوفاء لكل ما يمثّل هويتنا وذاكرتنا".