كشفت تقارير حقوقية حديثة عن تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي ضد المدنيين اليمنيين، خلال الفترة من يناير 2024 وحتى مارس 2025، حيث سجلت 7885 انتهاكًا موثقًا، في أعلى حصيلة تُسجّل منذ اندلاع النزاع، ما يعكس تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الإنسانية واستهدافًا ممنهجًا لحقوق الإنسان.
جاء ذلك في تقرير سنوي شامل أصدره «الائتلاف الوطني للنساء المستقلات» تحت عنوان "حالة حقوق الإنسان في اليمن"، خلال انعقاد الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، بحضور شخصيات دولية وحقوقية بارزة. التقرير سلّط الضوء على الانتهاكات المروعة بالأرقام والحقائق، مطالبًا بتدخل دولي عاجل لوقف "النزيف الإنساني" وحماية المدنيين.
انتهاكات موثقة بالأرقام والوقائع
وقالت الدكتورة وسام باسندوة، رئيسة الائتلاف، إن التقرير يرصد أنماطًا خطيرة من الجرائم والانتهاكات، شملت القتل العشوائي لـ301 مدني، بينهم 69 طفلًا و38 امرأة، إلى جانب إصابة 585 آخرين، و64 قتيلًا و109 جرحى بسبب الألغام الأرضية.
كما وثق التقرير اختطاف 646 مدنيًا، و241 حالة إخفاء قسري، و202 حالة تعذيب، إضافة إلى إصدار أحكام إعدام بحق 45 معارضًا، من بينهم ناشطات بارزات، في محاكمات تفتقر لأدنى معايير العدالة.
استهداف مباشر للبنية التحتية والقطاعات الحيوية
ووفق التقرير، فقد استهدفت الميليشيا الحوثية البنية التحتية الحيوية بشكل ممنهج، حيث تم تسجيل 41 هجومًا على منشآت صحية، و37 اعتداءً على مؤسسات تعليمية، إضافة إلى تهجير قسري طال أكثر من 20 ألف أسرة يمنية، وتفجير 32 منزلًا تعود لمعارضين، و561 حالة اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
ضحايا من النساء والأطفال.. وتجنيد قسري واسع
ولم تسلم النساء والأطفال من هذه الانتهاكات، حيث قُتلت 38 امرأة وأُصيبت 42 أخريات، وتم اختطاف 32، بينما رصد التقرير تجنيد الحوثيين لـ4421 طفلًا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، تصدرت فيه أمانة العاصمة بـ659 حالة. كما سجل التقرير حالات تحرش بالأطفال، وحرمانهم من التعليم والرعاية، إلى جانب اختطاف 16 طفلًا.
تعز والبيضاء في صدارة المحافظات المتضررة
جغرافيًا، جاءت محافظة تعز في المرتبة الأولى من حيث عدد الانتهاكات بـ941 حالة، تلتها أمانة العاصمة بـ878، ثم الحديدة بـ839، وصنعاء بـ830، والبيضاء بـ805. كما تصدرت البيضاء قائمة تفجير المنازل، في حين سجلت تعز أكبر عدد من الإصابات والاعتداءات.
دعوة عاجلة للمساءلة الدولية
وفي ختام التقرير، وجهت الدكتورة وسام باسندوة نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان، مطالبة بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والضغط الجاد على ميليشيا الحوثي لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، في ظل الانهيار المستمر للأوضاع الإنسانية.