تشهد العاصمة المؤقتة عدن مفارقة لافتة في المشهد التربوي والتعليمي، حيث لا تزال المدارس والجامعات متوقفة عن العمل منذ أشهر بسبب الإضراب الذي ينفذه المعلمون وأعضاء هيئة التدريس للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وصرف المستحقات المتأخرة، في وقت تسير فيه العملية التعليمية بشكل طبيعي في معظم المحافظات الأخرى.
ورغم مرور عدة أشهر على بدء العام الدراسي، فإن آلاف الطلاب في عدن ما يزالون محرومين من حقهم في التعليم، وسط تعثر أي حلول جادة من قبل الجهات المعنية لإنهاء الأزمة. وفي المقابل، تشهد محافظات مثل حضرموت، المهرة، تعز، ومأرب انتظاماً ملحوظاً في الدراسة، ما يعمق من فجوة التعليم بين طلاب عدن ونظرائهم في المحافظات الأخرى.
هذا التفاوت أثار استياء واسعاً في الأوساط المجتمعية، حيث عبّر أولياء الأمور عن قلقهم من ضياع مستقبل أبنائهم، مطالبين الحكومة بسرعة التدخل لوضع حد للإضراب، وتحقيق مطالب المعلمين بما يكفل عودة الحياة التعليمية إلى طبيعتها.
وتعكس هذه المفارقة حجم التحديات التي تواجهها عدن، ليس فقط في القطاع التعليمي، بل في مجمل الخدمات العامة، في ظل غياب حلول جذرية ومعالجات ناجعة تعيد الاعتبار للمؤسسات التربوية في العاصمة المؤقتة.