آخر تحديث :الجمعة-18 أبريل 2025-01:04ص
أدب وثقافة

المجدُ ينطقُ باسمِك -قصيدة

الأحد - 13 أبريل 2025 - 03:51 م بتوقيت عدن
المجدُ ينطقُ باسمِك -قصيدة
(عدن الغد) خاص:


هذه قصيدتي،،،

*إلى أبني محمد،،،*

*كتبتك في القصيدة لا كإسم، بل كنبضٍ يستتر خلف الحروف.*


كلمات: م/ فضل علي مندوق


*المجدُ ينطقُ باسمِك*


سليلُ المعالي، فارسُ العلمِ والهدى

ومن صاغَ من صخرِ الوقارِ تقلّدا


محمدُ، نصلُ الحِجاجِ، ومُهندٌ

تشقُّ بهِ دَيجورَ الشكوكِ إذا اعتدى


سليلُ ال مندوقِ الكرامِ، وإنهمْ

لأسدُ العرينِ إذا دعا المجدُ نُدّدا


رضعْتَ من الحكمةِ لبنًا مُصفّى،

فصِرتَ لعرشِ الفهمِ راعيًا مُرشدا


إذا قيلَ: من في العلمِ راحَ مُعانقًا

فضاءَ القضايا؟ قلتُ: بلْ أنتَ الأوحدا


تُقارعُ بالأفكارِ جُندَ ضلالةٍ،

وتَرمي سهامَ العقلِ فيهم مُرصدا


ولا ترتضي ذلّ السكوتِ إذا بدت

رماحُ الجهالةِ للعقولِ تهدّدا


فتنهضُ بالحُججِ الرصينَةِ صادعًا

كأنَّكَ في قلبِ الوغى، مُتوقّدا


لَئن طالَ فينا الليلُ، كنتَ كوكبًا

يضيءُ طريقَ الواهِمينَ ويرشدا


وما العلمُ إلا فيك صارَ منارةً

تُخرّ من الهيبةِ صرحًا مشيدا


تُشيدُ المعاني في عقولِ أمّةٍ

كأنَّكَ تبني بالعقولِ معبدا


وفي مجلسِ الأحرارِ أنتَ منارتِي،

وحُسنُ حديثِكَ للقلوبِ ترددا


لديكَ من الفكرِ البصيرِ فراسةٌ

تُحاكي بها الفُهْمَ الصقيلَ إذا بدا


فيا فارسَ الأقلامِ إنْ صالَ سائلٌ

فأنتَ لهُ طودٌ عنيدٌ إذا حدا


تذودُ عن الحقِ الجليِّ بمِنهجٍ

كأنَّكَ في ساحةِ الضلالِ مُرددا


لكَ الطبعُ في سِلمٍ حكيمٌ، وإن يكنْ

صراعُ خطوبٍ، كنتَ حزمًا مُسدّدا


محمدُ، لا زلتَ العلا متشبثًا،

تُعانقُ في دربِ الرقيِّ مَقصدا


وتكسو عقولَ الناسِ نورًا، فتنثني

ظُنونُ الدجى والشكُّ عنها مُبددا


ويا مَن سقى أهلَ العقولِ بصيرةً،

وسارَ على نهجِ العُلا مُتجلّدا


كتبتُكَ في قلبي مدًى ومحبّةً

وفي صدريَ الأشعارُ فيكَ تَوَرّدا


ولو أنَّ أهلَ الزيفِ جاؤوا بحُجّةٍ

لقامَ سُيوفُ الحُقِّ فيكَ مُفنّدا


تمدُّ يديكَ للفِعالِ كأنّما

تُسيّرُ جندَ الحِكمةِ الزهرِ عرّدا


فما زلتَ في دربِ الحقيقةِ مُوقدًا

تُحيي عقولَ القومِ فكرًا مُنضدا


ولا تُغريَنكَ الرياحُ إذا عصفت

ففيكَ ثباتُ الرأيِ نبعًا مُرصدا


تُحيطُ بسياساتِ الشعوبِ بصيرةً

كأنكَ في بحرِ البصيرةِ موئدًا


إذا احتدمَ الخطبُ العنيفُ تجَلّياً

تُقدّمُ فكرًا راجحًا مُتمدّدا


محمدُ، يا درعَ السلامِ، ويا منْ

بِنُطقِكَ صارَ السِلمُ دربًا مُحْمدا


تصوغُ السياسةَ في عقولٍ نَيّرةٍ

وتنثرُ بين القومِ علمًا مُوردا


فيا من كساهُ الحِلمُ تاجًا، ومجدهُ

تخطّى السحابَ، وأمطرَ المجدا


تُحلّلُ صُلبَ الدولِ فكرًا، كأنّما

تُفسّرُ للدهرِ السؤالَ المجمدا


وما خابَ فيكَ الرأيُ حينَ تسنّمت

ذُرى الفكرِ، تَسْمو نُهىً وتَجَلّدا


لنا فيكَ ظِلٌّ من يقينٍ، ومفزعٌ

إذا ساءَتِ الآراءُ، تُهدينا الرُّدى


ولستَ كمن باعَ المبادئَ رهبةً

فما كنتَ إلّا للحقائقِ سيّدا


محمدُ، يا سيفَ الكرامِ، ويا حمى

إذا جارَ دهرٌ كنتَ فيه مُنجدا


كأنّكَ نارٌ في القلوبِ إذا غلتْ

تُطهّرُها علمًا، وتُبقيها هُدى


ويا مَن على هامِ المكارمِ ساطعٌ

تُضيءُ دروبَ القومِ رأيًا مؤيدا


لكَ المجدُ، والتاريخُ عنكَ مُدوَّنٌ

بأحرفِ عزٍّ لا تموتُ مُخلّدا


فما خِفتَ يومَ الرأيِ خصمًا مموّهًا

ولا رهبتَ الشكَّ إذ جاءَ مُلبدا


ترى خلفَ أستارِ السياسةِ خِدعَها

فتكشفُها ذهنًا سخيًّا مُرصدا


ولولاكَ ما أدركَ الحُكماءُ أنَّما

بواطنُها داءٌ على السطحِ موشدا


تُديرُ الأقاليمَ الكبارَ بحنكةٍ

كأنّكَ للدهرِ المعاندِ مُقلِدا


فلا طيشَ فيكَ، لا ارتجافَ، ولا هوًى

ولكنَّكَ الاتّزانُ القويمُ إذا بدا


وقفتَ على أبوابِ أممٍ تنازعت

فجئتَ سفيرَ العقلِ صلبًا مؤيدا


فلو كنتَ في قومِ الملوكِ مقدّمًا

لما جارَ فيها ظالمٌ أو ترددا


ولكنَّكَ اخترتَ القراطيسَ منبرًا

تُزلزلُ بها صرحَ الظلامِ إذا اعتدى


وتغرسُ في الأرضِ الفِكارَ نبيهةً

كأنّكَ تُحيي بالكتابةِ مولدا


محمدُ، يا زهرَ القوافي ومَفخرًا

عليهِ قلوبُ الناسِ تُهدي المَوْردا


تُنازلُ أفكارَ السّقيمِ بحُجّةٍ

وتدفعُ عن حوضِ اليقينِ المُبْغدا


إذا هتفَت أممٌ تناشدُ قائدًا

فهتفوا: "محمدُ للقيادةِ أوحدا"


ولو كانَ في قومِ النّبيينَ واحدٌ

يُفسّرُ دُنيا الحُكمِ كنتَ المجتدى


ذكاؤُك بحرٌ، والحصافةُ زورقٌ

إذا لاحَ موجُ الفتنةِ المتعدّدا


كأنَّكَ في بحرِ الدُّها رُبّانُهُ

يُدوّرُ عَينَ الفكرِ إن جاشَ مُرْعدا


ولو أنَّ في أهلِ العنادِ منابراً

لما صمدوا لرأيكَ الصّلدِ السّدا


تباريك أرواحُ الجدودِ كأنَّها

تراكَ ابنهم فخرًا، وسيفًا مجرّدا


ورثتَ المعالي لا بنَ نسلٍ فحسبُ،

ولكنْ سلوكًا يَرقُبُ المجدَ مُرصدا


فما كلُّ من أضحى ابنَ قومٍ كريمَةٍ

يسيرُ سُلوكَهمُ، ولا بلغَ الرّدى


ولكنّكَ المختارُ بينَ رجالِهمْ

وقد طابَ فيكَ الأصلُ، والعقلُ، والهُدى


إذا أنتَ نطقتَ، استوى العقلُ ساجدًا

وإن صُمتَّ، ظلّ الرأيُ فيكَ تعبّدا


كأنَّكَ ديوانُ العُقولِ ومنبعٌ

يُرشّدُ من ضلّ الطريقَ وسهّدا


فكلُّ مجالٍ في السياسةِ ضيّقٌ

إذا لم يكن في ساحِه عقلُ محمدَ


تُحرّكُ أذهانَ الشعوبِ كما الهوى

يُثيرُ غصونَ الوردِ إن جاءَ مَرْفَدا


إذا قيلَ: هذا فتى آلِ مندوقَ،

قلتُ: فتى لا يُجارى، ولا يُتعدّى


تُخاصمُ بالحُججِ الطغاةَ، فإنهم

يُكبّونَ إذ ترمي البيانَ مُرشدا


محمدُ، يا أنفَ الرجولةِ، إنّنا

بكَ نرتقي، والمجدُ فينا مُؤبدا


فكنْ أنتَ رايةَ كلِّ عقلٍ مهيبٍ

إذا ما استباحتْهُ الخطوبُ تحمّدا


سنبقى على عهدِ الأُلى، ما حيينا

نُكبّرُ اسمَك، فخرُنا المتجددا