في مقال تحليلي نشره ياسين سعيد نعمان عبر صفحته على فيسبوك تساءل فيه عن احتمالية تخلي إيران عن حليفها الحوثي في سياق المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، خصوصًا مع اقتراب انطلاق مفاوضات جديدة في مسقط بشأن البرنامج النووي الإيراني.
نعمان أشار إلى أن الوضع الإقليمي شهد تغيرات جذرية أثرت على مشروع "محور المقاومة" الذي كانت تتبناه إيران، بدءًا من ما واجهه حزب الله، مرورًا بسقوط نظام الأسد، والتغيرات السياسية في العراق، وانتهاءً بالضربات الأميركية المتكررة على مخازن السلاح الإيرانية في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما سلط الضوء على النقاش الداخلي المتصاعد في إيران بين الجناح البراجماتي الحاكم والجناح الأيديولوجي المتشدد المرتبط بالحرس الثوري، بشأن جدوى الاستمرار في دعم الميليشيات المسلحة في المنطقة، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة على طهران.
وأوضح الكاتب أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس مجرد قرار سياسي، بل يعكس صراعًا داخليًا على السلطة بين جناحين داخل النظام الإيراني، مؤكدًا أن هذا الدعم يتم غالبًا من خلال موارد مؤسسة المرشد، ما يضفي عليه طابعًا دينيًا ويُخرج الدولة رسميًا من دائرة المسؤولية.
وأكد نعمان أن الحوثي أصبح الورقة الأخيرة في يد إيران على طاولة التفاوض النووي، خاصة بعد خسارة أذرعها الأخرى في المنطقة، مشيرًا إلى احتمال أن تُدرج واشنطن هذه الورقة ضمن صفقة أوسع لتفكيك البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يجب أن يكون محل تنبه من قبل اليمنيين ودول الإقليم.
واختتم نعمان مقاله بالتحذير من الوقوع في فخ صفقة محتملة قد تُبقي الحوثي كقوة مهددة للأمن الإقليمي، مقابل تنازلات نووية من طهران، ما يستوجب حوارًا جادًا عربيًا حول تداعيات هذا السيناريو ومخاطره المستقبلية.
