كتب / م. عبدالقادر خضر السميطي
شجرة "المريمره" أو ما تُعرف عالمياً بـ"النيم" تُعد من الأشجار العملاقة والمعمّرة، إذ يتراوح عمرها ما بين 180 إلى 200 عام. وتتميّز بتعدد استخداماتها وفوائدها البيئية والصحية، حتى أن الهنود يطلقون عليها اسم "صيدلية القرية"، بينما تُعرف في اليمن باسم "شجرة المعاصر والحطب".
ورغم فوائدها الجمّة، تتعرض هذه الشجرة في بلادنا لقطع جائر وممنهج، ما يهدد بانقراضها، وهو ما يعكس جهلاً عاماً بقيمتها الحقيقية، ويجعلنا نخسر مورداً طبيعياً ثميناً.
النيم… سلاح طبيعي ضد الآفات
ورغم أنني لست مختصاً في المجال الطبي، إلا أنني أشير إلى أن الاستخدامات الشعبية لشجرة النيم تثبت قدرتها على معالجة العديد من الأمراض. أما ما يهمنا زراعياً فهو أن جميع أجزاء هذه الشجرة – من أوراق وبذور وسيقان – تدخل في صناعة مبيدات عضوية فعالة تقضي على العديد من الآفات الزراعية دون الإضرار بالإنسان أو الحيوان أو البيئة.
ومن أبرز ما يُستخرج من هذه الشجرة هو زيت النيم، الذي يُستخلص من بذورها، ويُعد من أنجح المبيدات العضوية الطبيعية. وقد كانت عملية الحصول على عصارة هذه البذور سابقاً شبه مستحيلة، إلا أن الجمعية الوطنية للبحث العلمي والتنمية المستدامة قامت بخطوة نوعية من خلال تدريب المزارعين على إنتاج الأسمدة العضوية "الكمبوست" من مخلفات الحقول والحيوانات، بالإضافة إلى التوعية بأهمية زيت النيم.
وتُوّج هذا العمل بقيام الدكتورة الفاضلة إلهام الداهية بإجراء دراسة متخصصة حول الموضوع، وبفضل الله ثم بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية، تمكّن أحد المهندسين الزراعيين من الحصول على ماكينة لعصر بذور النيم وإنتاج مبيد طبيعي آمن وفعّال.
المطلوب اليوم: حماية هذه الشجرة واستثمارها
ينبغي علينا جميعاً حماية هذه الشجرة واستغلال بذورها لإنتاج زيت النيم الذي يُستخدم كمبيد طبيعي يقضي على كثير من الآفات الزراعية.
ملاحظات مهمة:
* سعر الكيلو الواحد من بذور النيم يبلغ 1000 ريال يمني، وهو ما يُعد فرصة جيدة لخلق فرص عمل للأيادي العاطلة.
* أوراق النيم صالحة للاستخدام كمبيد طبيعي، وكذلك كعلف للحيوانات.
* مخلفات عملية عصر النيم تساعد في مكافحة النيماتودا وبعض الأمراض الفطرية.
* استخدام النيم يسهم في الحصول على بيئة زراعية نظيفة وصحية.
* تُعد شجرة النيم مصدّاً ممتازاً للرياح، ومرعى مثالياً للنحل.
شكر خاص للمهندس الزراعي:
نوجّه الشكر للمهندس الزراعي علي محفوظ عبده مشره من قرية "الديو"، الذي حظي بالحصول على ماكينة عصر بذور، ليكون بذلك نموذجاً يحتذى في استغلال الموارد الطبيعية وتحويلها إلى فرص واعدة.
