تواصل مليشيا الحوثي لليوم الثالث على التوالي حصارها الخانق على قرية الثماثمة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، في أعقاب مقتل القيادي الحوثي "علي مكيك العيدي" الملقب بـ"أبو أسد" على يد مسلحين قبليين من أبناء القرية.
وتعد قبيلة الثماثمة واحدة من أبرز القبائل في مديرية سفيان المحاذية لقبيلة حاشد ، والتي تُعتبر أكبر مديريات محافظة عمران وتعتبر البوابة الرئيسية لمحافظة صعدة، ما يجعلها ذات أهمية استراتيجية في المنطقة في الوقت الراهن.
وبحسب مصادر محلية، فإن المشرف الحوثي "أبو أسد" كان قد قاد حملة عسكرية ضد قبيلة الثماثمة العام الماضي، ما أدى إلى مقتل الشيخ محسن الثمثمي في منزله، وهو ما أشعل فتيل الثأر وأدى إلى استهدافه من قبل مسلحين من أبناء القبيلة.
وعقب مقتل المشرف الحوثي، أرسلت مليشيا الحوثي حملة عسكرية كبيرة بقيادة المدعو "أبو علي سمير محمد مهدي"، مدير أمن سفيان المعين من قبل المليشيا، حيث فرضت الحملة حصارًا مشددًا على قرية الثماثمة، وقامت بتدمير محصول القات، ونهب مزارع القبيلة، بالإضافة إلى سرقة ألواح الطاقة الشمسية من آبار المياه.
وفي سياق متصل، كتب الناشط الحوثي علي فاضل عبر حسابه:
> "حدث اليوم، أثناء قيام الطيران الأمريكي بقصف صعدة وحجة والحديدة، كانت قوات المسيرة القرآنية تنهب ممتلكات الشيخ محسن الثمثمي في خيوان بعد أن قامت بقتله. قوات أنصار الله في خيوان قامت بنهب وتدمير ممتلكات الشيخ محسن الثمثمي بعد ما قتلوه، والآن يتعدون على ممتلكاته."
وندد ناشطون يمنيون بالحصار الحوثي على قرية الثماثمة، معتبرين ما يحدث جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف تركيع القبيلة والسيطرة على أراضيها. وأكد الناشطون أن هذه الخطوة تأتي ضمن نهج مليشيا الحوثي المستمر في استهداف القبائل اليمنية الرافضة لسيطرتها.
وتشير التقارير إلى أن مليشيا الحوثي أطلقت النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين في محاولة للضغط على القبيلة لتسليم عشرة من أفرادها كرهائن، وهو ما قوبل برفض قاطع من أبناء القرية.
ولا يزال الوضع الأمني في مديرية حرف سفيان متوترًا مع استمرار الحصار وارتفاع وتيرة التوتر بين الحوثيين وقبيلة الثماثمة .