لبيب توفيق: الفن رسالة تهذب النفس وتسمو بالروح.. والمعارض تحتاج إلى تنظيم أكثر احترافية

في عالم الإبداع، حيث يلتقي الجمال مع الفكرة، نقترب اليوم من شخصية تركت بصمتها في مجال الفن التشكيلي والخط العربي، فهو مدرب، معلم، ونحات، وموسيقي، اجتمعت فيه روح الفن والتعبير الإبداعي. إنه الأستاذ لبيب توفيق، الذي فتح لنا أبواب رحلته الفنية، متحدثًا عن سيرته الذاتية، أعماله، رؤيته للفن، والتحديات التي تواجه الحراك الفني في اليمن.

البداية والتخصص الفني

س1: بداية، كيف تعرّفنا عن نفسك ومسيرتك الفنية؟

أنا لبيب توفيق عبدالسلام، بكالوريوس فنون جميلة، من مواليد مدينة التواهي في 10 مايو 1966م. أنا أب لخمسة أطفال، وملمٌ بأغلب الفنون البصرية والتطبيقية، مثل الرسم، الخط العربي، الزخرفة، الديكورات، التصاميم، الأعمال النحتية والموسيقية.

خلال مسيرتي، شغلت العديد من المهام، منها:

مدرب ومعلم للرسم وتحسين الخط.

عضو اللجنة الاستشارية للثقافة والإعلام.

مؤسس مؤسسة عدن للفنون والإعلام.

مؤسس ورئيس أول نقابة للتشكيليين الجنوبيين.

شاركت في معارض فنية داخلية وخارجية، وأقمت مؤخرًا أول معرض خاص بالحروفية العربية في عدن بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.

كما أن لي مساهمات في تأليف أناشيد مدرسية للأطفال، وكتابة سيناريوهات مسرحيات مدرسية وشبابية، إضافة إلى كوني ناشطًا في المجال المجتمعي والتنموي.

فن البورتريه وأصوله

س2: ما هو فن البورتريه؟

فن البورتريه هو رسم شخصي أمامي (وجه)، وكان قديمًا الوسيلة الوحيدة لتوثيق الشخصيات البارزة قبل اختراع الكاميرا الفوتوغرافية. وقد برع الفنانون في تقديم هذا الفن بطرق متعددة، حيث تطور عبر العصور ليصبح أحد أركان الفنون التشكيلية المهمة.

رواد فن البورتريه

س3: من هم أبرز رواد هذا الفن؟

لا يمكن حصر أسماء معينة، فمعظم الفنانين التشكيليين الكبار تناولوا فن البورتريه في أعمالهم، لكن هناك من خرج عن القواعد التقليدية وقدم أساليب جديدة، مثل:

بيكاسو الذي ابتكر التكعيبية في رسم الوجوه.

فان جوخ بأسلوبه التنقيطي المثير.

بعض الفنانين التجريديين الذين تعاملوا مع الشخصية كموضوع فني، وليس مجرد تصوير واقعي.

تنظيم المعارض والمعايير المهنية

س4: هل هناك معايير معينة لعرض اللوحات في المعارض، خاصة في الفعاليات الجماعية؟

نعم، هناك قواعد يجب اتباعها عند تنظيم المعارض الجماعية، مثل:

تجميع اللوحات وفق رؤية متقاربة من حيث مستوى القوة الفنية، حتى لو اختلفت التقنيات.

إذا كان هناك تفاوت واضح بين الفنانين، فمن الأفضل فصل الأعمال المبتدئة في جناح خاص تحت عنوان مثل "أعمال الجيل الجديد".

يجب تجنب العشوائية التي نشاهدها في بعض المعارض، خاصة المسابقات التي تُقام دون وجود لجان تحكيم مؤهلة أو شروط واضحة للمشاركة.

للأسف، أحيانًا يتم منح جوائز لفنانين دون التدقيق في أصالة أعمالهم، حيث قد تكون بعض اللوحات مستنسخة من أعمال عالمية، وهذا يُضر بمصداقية المسابقات ويؤثر سلبًا على الحركة الفنية.

المعارض القادمة والخطط المستقبلية

س5: ما هو عنوان معرضك القادم؟

أفكر في إقامة معرض شامل يضم أعمالي في مختلف المجالات، بحيث لا يكون مقيدًا بنوع فني معين. أسعى لأن يكون تجربة إبداعية متكاملة تعكس كل المواهب التي أمتلكها في الرسم، الخط، والتصميم.

الفن في عدن بين الماضي والحاضر

س6: ما رأيك في عنوان "فن عدن: بين الماضي والحاضر" كفكرة لمعرض فني؟

العنوان رائع وله أبعاده التاريخية، لكني أرى أنه سيكون أنسب كمعرض جماعي يضم فنانين من أجيال مختلفة، خاصة أولئك الذين عاشوا العصر الذهبي للفن في عدن خلال الخمسينيات والستينيات، وتمكنوا من المزج بين التقاليد الفنية القديمة والحداثة المعاصرة.

رسالة إلى المجتمع

س7: ما هي رسالتك للمجتمع؟

الفن هو رسالة سامية تهذب النفس وتنمي ثقافة البناء، وليس أداة للإقصاء والتهميش. إذا رأيتم شخصًا يمارس السلوكيات السلبية باسم الفن، فاعلموا أنه دخيل على المجال، لأن الفن الحقيقي لا يجتمع مع الضغائن والكراهية.

أقول لزملائي الفنانين: لا تلتفتوا إلى المعوقات، واصلوا إنتاج أعمالكم الفنية، فالإبداع لا يتوقف، بل يتجدد مع كل لحظة.

ختام اللقاء

في ختام حديثنا، نشكر الأستاذ لبيب توفيق على هذا الحوار الثري، ونتمنى له مزيدًا من النجاح في مسيرته الفنية، وأن يواصل إبداعه في رفد المشهد التشكيلي في اليمن والعالم العربي.