كتب/محمد نجيب الظراسي
كَاتِبٌ وَشَاعِرٌ
قولي لي كلامًا
لَمْ تَقُلْهُ قَطُّ
مِنْ قَبْلُ امْرَأَةٌ لِرَجُلٍ،
وَعَانِقِينِي، سَيِّدَتِي،
كَالحُرُوفِ الَّتِي
تَغُوصُ عَمِيقًا جِدًّا
فِي عُمْقِ الجُمَلِ.
قولي لي شيئًا
مُخْتَلِفًا، مَلِلْتُ الرُّوتِينَ،
إِنَّ اسْتِمْرَارَهُ اللَّانِهَائِيَّ،
سَيِّدَتِي، قِمَّةُ الفَوْضَى وَالمَلَلِ!
قولي لي كلامًا
لَمْ تَقُلْهُ قَطُّ
مِنْ قَبْلُ امْرَأَةٌ لِرَجُلٍ.
أَلَا تَسْتَخْدِمِينَ
شِفَاهَكِ الشَّهِيَّةَ تِلْكَ
لِشَيْءٍ آخَرَ
غَيْرَ الثَّرْثَرَةِ وَالقُبَلِ؟
تَعَلَّمِي
أَنْ تُحَلِّقِي بِفِكْرِكِ عَالِيًا،
حَاوِلِي مَرَّةً
أَنْ تَكُونِي شَاعِرَةً،
حَاوِلِي مَرَّةً
أَنْ تَكُونِي كَاتِبَةً،
رُبَّمَا تَكْتُبِينَ أَبْيَاتًا نَادِرَةً
تُصَنَّفُ هِيَ الأَرْوَعَ
مِنْ كُلِّ مَا كَتَبَتْهُ يَوْمًا
أُنْثَى مِنْ أَبْيَاتِ الغَزَلِ.
قولي لي كلامًا
لَمْ تَقُلْهُ قَطُّ
مِنْ قَبْلُ امْرَأَةٌ لِرَجُلٍ.
مَا ضَرَّكِ لَوْ تَرَكْتِ الخَيَالَ يُسَافِرُ
وَلَوْ قَلِيلًا
لِتَصِلِيَ بِنَشْوَةِ الفِكْرِ،
سَيِّدَتِي، زُحَلَ؟
قولي لي كلامًا
لَمْ تَقُلْهُ قَطُّ
مِنْ قَبْلُ امْرَأَةٌ لِرَجُلٍ.