آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-04:35م
حوارات

كاميليا كامل: البودكاست مساحة تعبيرية حرة وطموحي أن يصبح صوت عدن مسموعًا عالميًا

الجمعة - 14 فبراير 2025 - 07:45 م بتوقيت عدن
كاميليا كامل: البودكاست مساحة تعبيرية حرة وطموحي أن يصبح صوت عدن مسموعًا عالميًا
عدن (عدن الغد) – حاورها: محمد وحيد المقطري

في عالمٍ متغير تسوده التكنولوجيا، بات البودكاست واحدًا من أقوى الأدوات الإعلامية التي تمنح صانعي المحتوى الحرية في التعبير عن قضايا المجتمع والتفاعل مع الجمهور. ومع ازدياد الاهتمام بهذا المجال في اليمن، برزت أسماء شبابية صنعت فارقًا، من بينهم المدربة كاميليا كامل، التي انتقلت من الإذاعة التقليدية إلى عالم البودكاست والتدريب، لتسهم في نشر ثقافة هذا الفن الإعلامي في عدن واليمن بشكل عام.


في هذا الحوار، تأخذنا كاميليا في رحلة عبر تجربتها الشخصية والمهنية، متحدثةً عن بداياتها، إنجازاتها، التحديات التي تواجه البودكاست في اليمن، وطموحاتها المستقبلية.


كيف بدأت رحلتكِ في عالم البودكاست؟


أنا كاميليا كامل، خريجة صحافة وإعلام – قسم إذاعة وتلفزيون. بدأت مسيرتي كمذيعة راديو خلال سنتي الجامعية الرابعة، حيث عملت على إعداد وتقديم برامج مجتمعية لمدة عامين. لكن مع الوقت، شعرت أن الإذاعة التقليدية لم تعد توفر لي المساحة الإبداعية التي أبحث عنها، فوجدت نفسي منجذبة إلى البودكاست، الذي شعرت معه بألفة وحرية تعبيرية أكبر، مما دفعني للانتقال إليه بشكل كامل حتى أصبحت مدربة متخصصة.


كيف كانت خطواتكِ الأولى في البودكاست؟


بداياتي كانت عبر الورش والدورات التدريبية، التي التحقت بها داخل اليمن وخارجه، سواء حضورياً أو عبر الإنترنت. هذه الدورات صقلت مهاراتي وساعدتني على تطوير أسلوبي في التقديم والإنتاج. أولى تجاربي العملية كانت من خلال فقرة بودكاست ضمن برنامج إذاعي، ثم بدأت في إنتاج أعمال فردية مستقلة.


في عام 2022، حصلت على منحة من الاتحاد الأوروبي ونفذها معهد جوته الألماني، حيث قدمت بودكاست “استثنائية”، الذي ركز على قضايا مجتمعية مهمة. لاحقًا، أسست “عدني كاست”، كمنصة تهدف إلى تمكين الشباب والنساء في عالم البودكاست.


كما حصلت على تدريب متخصص ضمن مشروع “أصوات نساء بلا حدود – اليمن”، بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وهو ما عزز من خبرتي ودفعني لإطلاق أول برنامج تدريبي للبودكاست بالشراكة مع منظمة ثري تراكس.


ما أبرز إنجازاتكِ في هذا المجال؟


أعتبر بودكاست “مش مكلف” أحد أهم محطاتي المهنية، حيث مكّنني من التطرق إلى قضايا لم تحظَ باهتمام كافٍ في الإعلام التقليدي. البرنامج يناقش حدود ومساحات المرأة في المجتمع اليمني، ويوفر مساحة مفتوحة للنساء والرجال لتبادل الآراء بحرية.


ما التحديات التي تواجه البودكاست في اليمن؟


أهم التحديات تكمن في نقص الاستوديوهات المجهزة، إذ يواجه صُنّاع البودكاست صعوبة في إنتاج محتوى احترافي بسبب غياب البنية التحتية المناسبة. كذلك، هناك حاجة إلى احتضان أكبر للمواهب الشابة وتوفير الدعم اللازم لهم.


هل هناك إقبال على التدريب في هذا المجال؟


نعم، هناك اهتمام متزايد، لكن يواجهه نقص المدربين المؤهلين، وهو ما يجعل الكثير من المهتمين يجدون صعوبة في اكتساب المهارات الأساسية للانطلاق في عالم البودكاست.


ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟


أطمح إلى تعزيز مكانة البودكاست في اليمن، وأن يكون لنا دور بارز في الإعلام الرقمي العربي. هدفي أن تصبح عدن مركزًا لصُنّاع المحتوى الصوتي، بحيث يصل صوتنا إلى العالم، وينقل ثقافتنا وهويتنا بأسلوب عصري وحديث.


ما نصيحتكِ للمتدربين الجدد؟


لا تتوقفوا عن المحاولة! حتى لو لم تكن لديكم خبرة، الإنترنت يوفر موارد لا نهائية للتعلم. لا تنتظروا أن تأتيكم الفرصة، اصنعوها بأنفسكم.


رسالتكِ للمجتمع حول أهمية البودكاست؟


أتمنى أن يتقبل المجتمع البودكاست كوسيلة إعلامية قوية، وليس مجرد وسيلة ترفيه. البودكاست يمكن أن يكون مساحة حرة لنقاش القضايا المهمة، ويعزز الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية.


ختامًا


كل الشكر للمدربة كاميليا كامل على هذا الحوار الملهم، ونتمنى لها المزيد من النجاح في مسيرتها لنشر ثقافة البودكاست في اليمن والعالم العربي.