تشهد محافظة حضرموت أزمة غير مسبوقةتهدد استقرارها كليا بعد فشل دعوة لقيادة مكون ، المؤتمر الجامع بحضرموت، إلى هبةشعبية لم تلق تجاوبا يذكر رغم أنه قد زعم خلالها رفع شعارات المطالبة باستحقاقاتحضرموت ببد أن هذه الدعوة ظهر فشلها في حجم الحضور الهزيل للوقفات التي دعا إليهافي مدن حضرموت عبر مكونه المؤتمر الجامع (بعد ان جمد وثائقه ونظامه الداخلي وغدامكتب له ولأمينه فحسب)، وفي الأساس هو مكون ليس له حضور شعبي في عموم محافظةحضرموت، ومع فشل دعوته لهبة شعبية سارع بأثر انفعالي إلى الاستعانة بالقبيلة باسممكونه القبلي، حلف قبائل حضرموت (وبدون مشاركة قيادات الحلف نفسه) ونصب رئيس هذاالحلف المطارح القبلية والقطاعات المسلحة على طرق نقل قواطر الوقود المخصص للاستهلاك المحلي في محاولة لفرض وصايتهعلى شركة بترومسيلة رغم أن الشعارات التي رفعها كانت تطالب باستحقاقات حضرموت فيالثروة والسلطة وهذه الثروة التي يقصدها عملية تصديرها موقفة منذ أكثر من عامين.
المراقبون يؤكدون أن المؤشرات تشيبانعدام أي من أوراق الضغط التي يمكن الارتكاز عليها في فرض الشعارات التي رفعها،لاسيما وانها جاءت بدعوة انفعالية انفرادية ولا تحظى بالثقة شعبياً، ومن هنا فشلتوانعكست بفشلها إلى تخبط قد ينعكس بأثره الكارثي على حالة الاستقرار العام فيحضرموت فضلا على المخاوف من سقوط حضرموت في كنف شيخ القبيلة ومشاريعه المجهولة فلميكشف عن دواع قيام عناصر محسوبة عليه في اطلاق حملة للتجنيد العسكري خارج قوامقوات النخبة الحضرمية، كذلك توجهه حاليا لنصب مطارح وقطاعات قبلية مسلحة في طرقنقل الوقود المخصص للاستهلاك المحلي ومحاولة فرض وصاية قبلية تابعه له على شركةبترومسيلة ومؤسسات أخرى، واحيانا نشر تصريحات عن عزمه على مناهضة الفساد في السلطةومؤسساتها ولم تثبت دعواته على مطلب وشعار محدد.
المستشار الإعلامي البارز في حضرموت أ.نبيل سعيد مطبق في تصريح خاص قال ان " تطورات الأحداث، أدخلت حضرموت في أزمةخانقة، تعطلت على إثرها الحركة وتضرر من تداعياتها المواطن، المنهك أصلاً، فلامحروقات، ولا مواصلات، ولا مدارس، ولا جامعات، ولا حتى ذرةٌ من حياء، في غضون ذلك،لا مطالب الحلف تحققت، ولا السعر 700 توفر، ولا ملف المفاوضات تحرك "، وأضافمتسائلا، لا ندري ما هي رؤية "حلف القبائل"؟! على ماذا يُناور، وهلسيُحاور؟!. ومتى سيخرج خطاب الحلف من دائرة "الشعبوية" و"الارتجال"؟!.
بدورها ، شركة بترومسيلة، أصدرت بيانضمن خطاب إلى شركة النفط والمؤسسة العامة للكهرباء أعلنت "وقف وحدة تكريرالديزل " مشيرة في خطابها إلى أن وقف التكرير يأتي نتيجة للظروف القاهرة وعدمسحب الكميات المقررة والمتفق عليها واستلام قيم التكرير المدعومة ولتقليل الخسائرالتي تتحملها شركة بترومسيلة ، موضحة ، أن الشركة تتحمل تكاليف الانتاج والمعالجةوالتكرير وكذا تشغيل محطة وادي حضرموت الغازية وهي تكاليف طائلة معظم مدخلاتها يتماستيرادها بالعملة الصعبة وتشمل المواد الكيميائية وقطع غيار والمستلزمات الأخرى ،منوهة ، وكما تعلمون ان الشركة لا تتلقى أي نفقات تشغيلية من الدولة من سنتين ،كما أشارت في خطابها إلى أنه في الحالة الراهنة يبدو ان شركة النفط اليمنيةبفرعيها (ساحل ووادي) لا تستطيع سحب وتسويف مادة الديزل بصورة اعتيادية ومستمرة ،كما ان شركة بترومسيلة لا تستطيع تحمل التكاليف الباهظة الناتجة عن هذا التوقف ،وتوجت ،شركة بترومسيلة، خطابها بالتأكيد ، بأنها مستمرة في تزويد محطات الكهرباءبالساحل والوادي بالكميات المتفق عليها حتى نفاذ المخزون المكرر لديها.
وفي المقابل ، خرج بيان عن لجنة تابعةللحلف والمطارح القبلية حاول التشكيك في نزاهة الشركة ذاتها كما جاء في سياقه بدأبالإشارة إلى أن ما سماها ، " لجنة حلف قبائل حضرموت لدراسة احتياجات مرافقالخدمات، والإشراف على وصول وقودها " تابعت ما أقدمت عليه شركة المسيلةلاستكشاف وإنتاج البترول �بترومسيلة� بإيقاف وحدة تقطير الديزل الأول عن العمل،واعتبره ،" "إجراء مفاجئ على الرغم من تأخيره إلا أنه جاء في وقتهالمناسب " بحسب تعبيره في بيانه ، ويضيف بقوله، "ومع تشديد الرقابة فينقاط الحلف على خروج الكميات الهائلة من مادة الديزل ، في خطوة عملية من الحلفتهدف إلى حماية هذه الثروة ومنع استنزافها وتبديدها أو توزيعها في غير محلها، وعلى أشخاص نافذين في السلطة وخارجها وبأسعار زهيدة، بينما يحرم أهل الأرض منمقدرات أرضهم و الحصول عليها بأسعار مقبولة كما حدده الحلف " بحسب تعبيره بنصبيانه ، ملفتا ، " ونود أن نذكر بأننا في اللجنة بذلنا جهودًا حثيثة مع شركةبترومسيلة في الحصول على بيانات وكشوفات التوزيع والجهات المستفيدة من إنتاجها منمادة الديزل ، إلا أننا فوجئنا بالتكتم الشديد، وعدم الافصاح عن أي معلومة، ولمتكتف بذلك؛ بل تعمدت على ابقاء جميع القواطر المحملة بهذه المادة داخل منشآتهاومنع توفير البيانات والمعلومات المطلوبة، ويردف بنص البيان، " مما يثيرالكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام!، وهذا لوحده يثبت صواب الخطوات التياتخذها حلف قبائل حضرموت خلال الأيام الماضية من بدء عملية تصعيده الميداني".
وتوج البيان بالإشارة بنصه " نحنإذ نطلع الرأي العام على هذه الحقائق نؤكد بإننا ابدينا تعاونًا كاملًا في إيصالجميع الكميات النازلة من بترومسيلة المخصصة لمحطات الكهرباء في الساحل والواديووفقًا للكشوفات المقدمة من المرافق والمؤسسات المعنية، وستظل اللجنة وحسب توجيهاترئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش مستمرة في عملها، واضعة لها آلية واضحةلحصر جميع كميات الوقود النازلة من شركة بترومسيلة ومعرفة وجهتها " داعيا فيختامه إلى " تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من أي جهة كانت على أن يكون حلف قبائلحضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع أحد أطرافها، وذلك لفتح ملف توزيع الحصص والكمياتالمنتجة في وحدة تقطير الديزل في شركة بترومسيلة ومن هي الجهات التي تُصرف لهاوالمستفيدة، ومن أمر بصرفها، حتى يكون المجتمع الحضرمي على إطلاع وثيق بذلك".
مواطنون ، يرون المطارح القبليةوالقطاعات المسلحة عامل إقلاق لاستقرار حضرموت وإرباك لمهام "قوات النخبةالحضرمية" فضلا على حالة الإرباك لأعمال شركة بترومسيلة بخاصة وهي تؤديواجباتها في توفير الوقود المخصص للاستهلاك المحلي كما ينظر إلى بيانات رئاسة حلفالقبائل ومؤتمره الجامع على أنها محاولة لإسقاط حضرموت ومؤسساتها المدنيةوالعسكرية تحت سطوة شيخ القبيلة، فالناشط، سالم باحشوان، عبر عن تضامنه مع شركةبترومسيلة فيما تتعرض له من مضايقات جراء نصب القطاعات القبلية المسلحة في طرق نقلوقودها المخصص للاستهلاك المحلي وقال "في الحقيقة تفاجئنا في عموم حضرموتفيما يتعرض له هذا الصرح البتروكيماوي العملاق بما قد ينهي اعماله وتغلق ابوابهلأجل غير مسمى ، وهذا سينعكس بأضرار اجتماعية كبيرة في حضرموت حيث تسهم هذه الشركةبشكل فاعل في اسناد المجتمع والسلطة بما يمكن المحافظة على سبل الحياة بالإضافةإلى أنها توفر عدد كبير من الفرص الوظيفية لكثير من أبناء المحافظة ، لافتا ، ندركتماما ان وضع مؤسسات الدولة في عموم البلاد يمر بمرحلة هشاشة ولكن المجتمع الحضرميبوعيه حافظ على هذه المؤسسات في الوقت الذي انهارت في محافظات اخرى وهذا عائدلتمسك الحضارم بمدنية الحكم والإدارة في بلادهم، ورفضهم لاي شكل من اشكال الملشنةوالمظاهر المسلحة التي قد تتسبب بتفكك المحافظة وتحويلها الى منطقة موت يتم الفرزفيها بناء على الطبقة الاجتماعية ، ولو كان دعاة هذه الهبات يقدمون اليوم ذرائعزائفة تتردى برداء حقوق حضرموت".
وأشار، باحشوان، إلى إن مؤسسات الدولةومنشآتها الاقتصادية الكبرى تستمد قوتها من مدنية وسلمية مجتمع حضرموت، هذا الشعوربالمسؤولية الذي طالما تحلى به سكان حضرموت، داعيا كافة أطراف هذه الأزمة سلطةوقبائل وهم بلا شك شركائنا في هذا الوطن أن يتحلوا بقدر من المسؤولية ويبتعدوا عنالمناكفات السياسية والنزاع الشخصي ويقدموا مصلحة حضرموت على أي نزعات انتقاميةفحقوق حضرموت ليست حقوق مادية فقط بل أمن واستقرار وسكينة ودولة ومدنية.


