آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-02:11م
أدب وثقافة

مؤلف مسرحية التركة التاريخية "سعيد عولقي" يكتب عن رحيل صديق عمره الجابري

الإثنين - 26 ديسمبر 2022 - 09:59 م بتوقيت عدن
مؤلف مسرحية التركة التاريخية "سعيد عولقي" يكتب عن رحيل صديق عمره الجابري
كتب / سعيد عولقي

يلاحقنا الموت الجارف لاحب الناس الينا، اخرهم ما اطلعت عليه من تأبين للصحفي الشهير علي منصور مقراط في وفاة صديق العمر الجميل احمد ناصر جابر الاديب الشاعر والمفكر والقيادي السياسي حين كانت السياسة خياراً فكرياً وجودياً وحياتياً، قبل ان تتحول الى خيار خضاري مع البدنجان والبصل الاخضر!!

في زمننا الذي مضى ولن يعود او يتكرر له مثيل.. كان الشاعر الكبير احمد ناصر جابر زميلاً في حزب التجمع الوحدوي اليمني ورئيساً لفرع محافظة ابين للحزب قبل ان يخلفه الاستاذ عبدالله عوبل الوزير السابق..

وكما يحدث في السياسة فقد رأى جابر -ورأيت معه-ان ينتقل لعضوية حزب رابطة ابناء الجنوب في زمن تكالبت علينا فيه المحن وحوصرنا الى حضيض اوصلنا الى درك بالت علينا فيه الثعالب..

مثل السديرة على رأس
القافلة سار جابر ، كما صور لنا في ابداعات شعره ، السديرة التي هي الراحلة الكبرى في مقدمة القافلة.. حرث وبذر وجنى في وادي تبن افضل مافي الجنى من محصول زاخر بالصدق والخير وشمم الاباء الابيني الشهم العريق.. وكل ما في الشرف من شمائل.. طفنا انا واياه بارجاء اليمن الكبير من زنجبار الى عدن ومنها الى بيت الفقيه بمحافظة الحديدة حيث بنا بزوجته هناك وجاء بها الى الشق الابيني من وادي بنا.. ثم حطينا رحلنا في قرية التربة باعلى قمة هناك لامسنا منها عنان السماء ورضعنا الغمام..

ترك احمد ناصر جابر برحيله ندبة غائرة على جبين الشعر الاصيل، والسياسة الخيرة واصالة النضال الذي يسطر صفحاته امثاله من المناضلين الاصلاء الوادعين بلا ضجيج او ادعاء
علامة فارقة سطرها جابر فوق نجود ابين وعلى جبالها ووديانها
ودروب الحصى فيها هناك.. ترك رحيله في حياتنا فراغات يصعب ملأها