آخر تحديث :الجمعة-25 أبريل 2025-07:39ص

هل أسلم الحوثي أم كفر الحجوري ؟!

الثلاثاء - 14 يناير 2014 - الساعة 02:48 م
بدر قاسم محمد

بقلم: بدر قاسم محمد
- ارشيف الكاتب


يجب أن لا يسدل الستار عن مشهد دماج وهبتها الدينية العقائدية المزعومة في حينها إسدال سريع كسرعة توقيع قلم الحجوري على الاتفاقية الأخيرة المبرمة ,بل يجب علينا أن نُبطئ عملية الإسدال هذه على أقل القليل بمعدل إبطاء وثقل دقائق وساعات وأيام وأشهر زخم الهبة الدماجية الإعلامي المبهرج والمبهرر في وجوهنا على قنوات النصرة الدماجية  ردحا من الزمان البطيء, صدع فيه رؤوسنا بفرض الجهاد الإسلامي الواجب على الحوثيين وبالكثير الكثير من الكلام المنبري التعبوي الذي يصور الهبة الدماجية وكأنها هبة إسلامية خالصة لفتح بيت المقدس , وربما يراد لنا اليوم أن نواجهها بالقليل القليل من الكلام الإستغرابي التعجبي والقليل جدا من التمحيص والتحليل والبحث.

يجب أن لا يسدل الستار ولنا إخوة قضوا نحبهم في سبيل معتقد ديني مظلل نحر أرواح عزيزة علينا واسال دماء غالية على مسرح شمالي هزلي تلبس بلباس الدين وتقمص دور الواعظ الأمين وصور غزوة دماج على أنها غزوة من غزوات محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم فتداعى شبابنا المغرر به صارخا "وادماجاه", بينما هي غزوة حجورية لا معنى لها ولا سند شرعي توّجت بتوقيع سياسي بروتوكولي نقل الحجوري ومركزه وعتاده وأسلحته إلى الحديدة  كما نُقلت سُلطة صالح لسَلطة المشترك الخليطة والمتنوعة . توقيع بحبر أحمر اللون كحمرة الدماء التي سالت ,توقيع يشبه ذات التوقيع الأحمر على المبادرة الخليجية  .

وعلى عجالة مني لنقارن بين هذا التناقض الحجوري المتقارب في عقارب ساعته وفي وقته القياسي وبين تناقض حزب الإصلاح التكفيري بالأمس القريب وتحديدا في حرب صيف 1994م ,حينما وصف حزب الإصلاح التكفيري الحزب الاشتراكي الجنوبي بالحزب الكافر والملحد ,وبعد اجتياحه وحزب المؤتمر للجنوب بفترة زمنية ليست بالطويلة عاد ليتحالف مع الاشتراكي في تكوين سَلطة المشترك النوعية ,هذا التناقض الفكري والأيدلوجي أثار حينها سؤال كبير وغائر مفاده:- هل الحزب الاشتراكي أسلم أم  الإصلاح كفر ؟!
 
يحضر هذا السؤال بشكل أخر بمعية تناقض سلفية الحجوري التي تجلت في دعوتها وتصويرها أن قتال الحوثي قتال إسلامي خالص ضد الكفر والإلحاد ومن ثم وفي وقت قياسي قصير جدا وقع هذا الإسلام الخالص مع هذا الكفر الخالص اتفاقية تقضي بانسحاب الحجوري ومركزه من صعدة فتمت بسرعة البرق عملية إسدال الستار على قصة وملحمة الجهاد في دماج !!

والسؤال البارز هنا اليوم وبقوة في وجه سلفية الحجوري هو : بعد كل هذه الدماء التي سالت وفي هذا التوقيع البروتوكولي هل أسلم الحوثي أم كفر الحجوري ؟!  .