آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-08:55م

عدوان جديد وفشل جديد

الأربعاء - 19 مارس 2025 - الساعة 11:52 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



لا تزال عناصر فشل العدوان الصهيوني الأمريكي الجديد على غزة قائمة فأول ذلك هو أنه يُواجَهُ بالإيمان والمؤمنين وهو ما خلا منه الصراع العربي الإسرائيلي في العقود الماضية فبروزه في هذه المعركة صعَّب على إسرائيل حسم المعركة وجعلها تتراجع عن مرتبة التفوق التاريخي ومعنى ذلك في عقيدتنا أن الله يتولى حربهم ويؤيد المومنين بنصره وهو سبب كافٍ في هزيمتهم

والسبب الثاني : أن أمريكا وإسرائيل رغم امتلاكهما للقوة واستخدامها بشكل مفرط وعدواني وإجرامي لا تبدوان على ثقة من تحقيق النصر بالقوة فلذلك لجأتا إلى السياسة والغدر والخيانة ، والغدر والخيانة والإخلال بالعهود أمر يمقته الله ويخذل من يتعامل به " إن الله لا يهدي كيد الخائنين " وهذان سببان شرعيان مهمان قد لزما أمريكا وإسرائيل كطرف ظالم معتد منتهك لحرمة الشرائع الإلهية والقوانين والأعراف الدولية

السبب الثالث : أن في الحكومة الإسرائيلية الحالية خُلُق من أخلاق من مضى من أجدادهم فنرى فيهم تعلق بأمريكا في استجلاب القوة والنصر يشبه فرح حيي بن أخطب النضري باستقدام الأحزاب إلى المدينة للقضاء على المسلمين وظنه أنها معركة ناجحة وهو الأمر الذي وسوس به لسيد بن قريظة كعب بن أسد حتى أقنعه برأيه فحلت الكارثة عليهم وعلى الأحزاب جميعا

السبب الرابع : أن عقدة الفشل في العدوان الأول على غزة كالشبح المرعب لنتنياهو وترامب فهم في شك من هزيمة حماس واستسلامها ولذلك يخشون أن تطول المعركة فيتنكر بعضهم لبعض ويلعن بعضهم بعضا

السبب الخامس : أن إسرائيل فقدت التعاطف والتأييد الشعبي والدولي وكلما استمرت في عدوانها كانت عرضة لفقد المزيد من ذلك ومثلها الولايات المتحدة فإسرائيل تريد أن تحصل على ما تريد وليست مستعدة أن تقدم تنازلات لأي دولة تربطها بها علاقة وهذا النوع لا تقبل به الدول الحرة المستقلة وهي أن تتحول إلى موظف مع دولة لا تقيم وزنا للحقوق ولا للقوانين ولا تحترم اتفاقيات ولا تراعي المصالح المتبادلة


وختاما لا نقلل بذلك الكلام حجم الضرر على أهلنا وإخواننا في غزة لكننا أمام حرب بعيدة في غايتها فهي دفاع عن حقوق فقدت من يدافع عنها طالما ادّعى الغرب بأنه حامل راية الدفاع عنها فإذا به يحاسب غزة لأجل أنها تتمسك بحقها في الحرية وتواجه الطغيان العالمي بطوفان إسلامي قائم على العدالة ومعرفة حقوق الإنسان كاملة كما خلقه الله أول مرة لا كما شوهته الحضارة الغربية وقسمته وفقا لمصالحها الضيقة وأفقها المظلم


محمد العاقل