آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-08:55م

الحياة في القرآن

الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 05:12 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



ذكر الله في كتابه صفتين تميز بهما القرآن ومن تلك الصفتين نستطيع أن تلاحظ تأثير القرآن على الحياة عامة في الآفاق والنفس ، الصفتان هما : صفة الحياة والنور كما قال تعالى ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ) وكل متأمل سيظهر له معنى الحياة والنور كيف صنعها وصاغها القرآن في حياة الناس والأحياء جميعها فلكل ما يذكر في القرآن معنى استقصائي عند متابعة دلالات ألفاظه ستعجب من دقة بلوغه كلما دلت عليه الألفاط من معاني فقد ذكر في معنى الحياة الروح فقال تعالى ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) فالروح حياة وزيادة فهي الحياة الراقية في عالم الأحياء المهتدية المبصرة والمُؤيَدَة ، ومن معاني الحياة التي ذكرت في القرآن قوة العمل مع نفاذ البصيرة كما في قوله تعالى في مدح أصفيائه من خلقه عليهم السلام ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ) فهي قوة مضبوطة لا تكون إلا مع الإيمان ، ومن معاني الحياة التي تحيا بها الأشياء المكانية أو الزمانية أوالجسمانية إذا لا مسها الإيمان فالليل يحيا بالقيام " أحيا الليل " ومواضع العبادة تئن وتحن وتبكي إذا فقدت أهلها !! ( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) وقد سُمِعَ للجذع أنين وللطعام تسبيح وخاطب جبل أحد بقوله " أسكن أحد " ووصفه بأن له مشاعر الأحياء فقال : " أحد جبل يحبنا ونحبه " تلك لمحة مختصرة وأرجو أن تكون مفيدة لمعنى الحياة بالإيمان في القرآن وهي يدون شك تختلف عن الحياة المقصودة في علم الأحياء فهي أرقى وأزكى ولا مجرد حياة ودها اليهود وحرصوا عليها وذمهم الله لأجلها في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة )


محمد العاقل