حاورت أحد الأصدقاء وإبتدرته بالسؤال عن أوضاع البلد الإقتصادية قائلاً:
الشعب يئن تحت وطأة الفقر والجوع والإذلال وقياداتنا يعبثون بكل شيء ، فماذا نقول عن كل هذا...؟
فقال:
العلة في الشعب ...!
والمشكلة في الشعب قبل أن تكون في المسؤولين...!
ثم تلى علي هذه الآية القرآنية:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
فقلت له:
ومن أين نبدأ التغيير في هذا العالم الموحش...؟
فأجابني:
نحتاج أن نخوض أولا معركة الوعي..!
رفع مستوى الوعي عند الناس...!
التنوير قبل التثوير...!!
قلت له:
هذه المعركة - معركة الوعي - بحاجة لإمكانيات...؟!
رد علي بكلمة واحدة:
(بقلمك)...!!
فقلت:
لعل القلم يسبب لك المتاعب في بعض المواقف...!
ليجيب دون تردد:
(نم) في بيتك إن كنت تحسب حساب المتاعب ولا تشارك في إستنهاض الشعب ...!
واردف قائلاً:
مشروع الوعي مشروع كبير يعالج الجذور قبل الثمار...!
ووجهت لصديقي سؤالاً بريئا:
وبأي الجذور نبدأ...؟
فأورد لي ماقاله ابن تيميه :
❏ قَـال ابن تَـيمِيَّـة -رحمَـه الله تَعـَالَـى-:
” فعلىَ الإنسانُ أنْ يكونَ مقصودهُ نفعُ الخَلقِ والإحسانِ إليهم مُطلقاً ، وهذا هو الرَّحمةُ التي بُعثَ بها مُحمدٌ ﷺ “
[ جامع المسائل ٦/ ٣٧ ]
إلى هنا وانتهى النقاش مع صديقي .
لكنني أتساءل..
بعد أن أصر صديقي على أن الخروج من هذا الوضع يتطلب منا أن نخوض معركة الوعي :
أليس قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر في العام 1963م ضد المستعمر البريطاني هي من استنهضت الشعب وحركت المواطنين لمواجهة الاستعمار...؟
ثم :
أليست كل هذه الأعوام منذ إنطلاقة ثورة أكتوبر وإنتصارها حتى اليوم قد أوجدت وعيا كافياً بين أوساط الشعب ...؟
أم اننا بحاجة لثورة وعي لكل فترة حكم لإستنهاض الشعب ...؟؟؟
وهل العلة لما نحن فيه اليوم هي تراكمات لمخلفات وإخفاقات الأنظمة المتعاقبة على الحكم ، أم العلة في الشعب نفسه...؟
✍️منصورالعلهي
10 مارس 2025