آخر تحديث :الجمعة-14 مارس 2025-07:29م

متى ينتهي هذا الكابوس؟

الجمعة - 07 مارس 2025 - الساعة 11:22 م
موسى المليكي

بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب


في قلب الجزيرة العربية يقف اليمن شامخا رغم الجراح التي أنهكته هذا البلد الذي كان يوما مهدا للحضارات وموطنا للسعادة بات اليوم غارقا في دوامة حرب لا تنتهي حرب لم تكتف بتدمير البنية التحتية بل امتدت إلى حياة الناس فقلبتها رأسا على عقب لم يعد المشهد في اليمن كما كان فالمدن التي كانت تعج بالحياة أصبحت أنقاضا والمنازل التي كانت تؤوي العائلات تحولت إلى أطلال والملايين يعيشون بين النزوح والجوع بين القهر والخذلان في وطن كان يوما ما سعيدا لكنه اليوم ينزف بصمت.


لم تكن هذه الحرب مجرد صراع سياسي بل أصبحت كارثة إنسانية بكل المقاييس توقفت عجلة الإنتاج وانهارت العملة وارتفعت الأسعار إلى مستويات خيالية مما جعل الحياة أكثر قسوة على المواطنين أصبح الحصول على رغيف الخبز حلما وأصبح الدواء أمنية بعيدة المنال وأما الرواتب فهي إن وجدت بالكاد تكفي لسد رمق الجوع الأسواق شبه خالية البنوك فقدت دورها والتجار في معركة خاسرة مع أزمة اقتصادية خانقة لا نهاية تلوح لها في الأفق ومع غياب الاستقرار لم يعد الاقتصاد قادرا على الصمود بل تحول إلى ساحة أخرى للمعاناة التي يعيشها الشعب.


ورغم كل ذلك لم ينكسر اليمنيون في وسط هذا الدمار هناك من ينهض كل يوم ليواجه الواقع الصعب هناك من يبتكر حلولا للحياة رغم كل العراقيل شباب يصرون على التعلم والعمل ونساء يتحملن مسؤوليات أكبر لإعالة أسرهن وأطفال يحلمون رغم القذائف والدمار في الأزقة المدمرة تسمع ضحكات الأطفال وفي الأسواق الفارغة تجد بائعا يحاول كسب رزقه وكأن الحياة رغم كل شيء ترفض أن تستسلم.


ورغم أن الحرب التهمت كل شيء إلا أن الأمل لا يزال ينبض فهناك من يبني وهناك من يداوي وهناك من يعلم الأجيال القادمة المشاريع الصغيرة والمبادرات الإنسانية لا تزال تقاوم تحاول أن تبقي هذا البلد على قيد الحياة اليمن لم يمت رغم كل المحاولات لإطفائه ورغم كل الدمار الذي يحيط به.


لكن إلى متى يستمر هذا الألم إلى متى تبقى هذه البلاد غارقة في الدمار لا يمكن أن تستمر الحرب إلى الأبد فكما عرف اليمن السلام من قبل سيعرفه مرة أخرى سيعود النخيل لينمو وستعود الطيور لتغرد وسيبني اليمنيون وطنهم من جديد.