سيندهش القارئ عندما يكتشف بأن تقطة البداية الحقيقة للحرب العالمية الثالثة "WWiii"، و أطرافها تتمحور حول جزئية جغرافيا الصراعات العالمية.
توجز الفرضية ،بأن طرفي الحرب العالمية الثالثة استنفذا كافة أوراق الضغط والانتشار على جغرافيا الشطرنج العالمية بحروب الوكالة ، بل إنتهت بينهما حقبة الحروب الموازية على النفوذ في العالم ، بفرضية أن العالم عبارة عن رقعة شطرنج النفوذ ،وقد استنفذ اللاعبون حركات الضغط والانتشار ،ولم يتبقى إلا المواجهة المباشرة بقتل قطع رقعة الشطرنج.
رقعة الشطرنج العالمية مقسمة الى عدد من الرقع وعدد من اللاعبين.يحلو لي تسميتها برقعة الحرب النابليونية،ومن الحصافة بمكان استعراضها من الأقوى الى الأشد ضراوة.
-نبسط المساءلة للقارئ العزيز.
البداية من رقعة شطرنج العرب مع إسرائيل، فهي ماتزال في مرحلة الضغط والانتشار ،وقد تمتد لسنوات نظرًا لأن العرب قدموا أنفسهم لاعب جديد يجيد الضغط والانتشار .
رقعة الصراع الأمريكي الإيراني، أو الإسرائيلي الإيراني ماتزال عند حدود الضغط الحذر ،خصوصًا بعدما نجحت إسرائيل في كسب مساحة الانتشار . بينما إيران تجيد اللعب وكسب الوقت تتمسك إسرائيل بكسب الوقت وزيادة حظوظ فرص الانتشار والتهديد.
بينما الصراع الأمريكي والروسي يمر بمرحلة شهر العسل، و ترك الجميع رقعة الشطرنج الخاصة بهم ليلعبوا في مواقع أخرى، نجد كوريا الشمالية تركت لعبة الشطرنج مكتفية باستغراص قطعها على اللاعبين .بالنسبة لرقعة الصراع الصيني والأمريكي ماتزال مركزة فقط على الضغط الذكي بعيدًا عن متوالية نقلات الانتشار الحذر .
-أهم رقعة صراع شطرنجية في 2025، رقعة لعب مفتوحة مابين روسيا وفرنسا، فقد استنفذت لكلاهما نقلات الضغط والانتشار في افريقيا وأوكرانيا وخصوصًا مالي وليبيا حتى الشرق الأوسط.
الصراع مابين فرنسا وروسيا هو صراع على النفوذ الأمني والاقتصادي ،والتداعيات الجيوسياسية لشرق أوروبا ، والتي فخخت رقعة الشطرنج.
أخر النقلات الخطرة على رقعة الشطرنج الروسية الفرنسية إنتهت فيها "فاغنر " روسيا من العبث بالمصالح الفرنسية بأفريقيا والشرق الأوسط،وفي المقابل أنهت فرنسا نقلاتها ب العبث سرًا بالأصول المجمدة الروسية ،ونشر صواريخ وقوات فرنسية على أراضي أوكرانيا، و التهديد العلني باستخدام سلاح الردع النووي.
فرنسا اليوم تعيد إحياء مصطلح خطير يسمى " الروسوفوبيا" في العالم، وهو كره الروس ورفض التبعية لهم .لما سبق، فالاستنتاج بأن خيار المواجهة المباشرة بين فرنسا وحلفائها مع روسيا هو المطروح بقوة.
هاجس اليوم والخوف من عقلية ماكرون وبوتين في الهيمنة والعظمة، فأحدهما يبحث عن الأرث القيصري والآخر يريد إحياء الأمبراطورية النابليونية التي غزت روسيا ذات يوم ،وهكذا وضح للقارئ طرفي الحرب العالمية الثالثة.