عادت المبادرة العربية بقوة الى المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط، باعتبار عدد( 22 )دولة عربية تمتلك الولاية القانونية على أراض فلسطين المحتلة ،وتتبعها اقتصاديًا وعسكريًا.
العرب يتفاوضون مع إسرائيل بكتلة موحدة ،وبات على إسرائيل عدم تجاوز الإطار العربي الاستراتيجي الذي قدم تنازلات باهظة، و تراجع عن كامل أرض فلسطين و حل الدولة الواحدة ، وسَبقَ قَبٍلَ ب العلاقة مع إسرائيل وحل الصراع العربي الإسرائيلي بحل سياسي سلمي وفق حل الدولتين .
-ما إشكالية العلاقة بين العرب والدولة الإسرائيلية؟
تهجير الشعب الفلسطينى مخطط إسرائيلي قديم وليس جديد، وأجندات الصهيونية جزء لا يتجزأ من عقيدة " الأرض الموعود" ، والتي تنص على احتلال فلسطين، ولبنان، والاردن ،وأجزاء من مصر، والسعودية، وسورية حتى الحدود التركية، أو مزعوم" أرض إسرائيل" كما أشارت اليه المسودة النهائية لقانون الدولة اليهودية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في 19 يوليو 2018. للتذكير من أبرز موادها:-
1- المبادئ الأساسية.(أ) أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.
(ب) دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.(ج) ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي. كما نصت 7- الاستيطان اليهودي ؛تعتبر الدولة تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته.
-يبقى السؤال : كيف تُخضَع إسرائيل للسلام؟ أو
كيف تقبل بحل الدولتين.
الرسالة الاستراتيجية القوية التي صدرتها القمة العربية الطارئة عدد( 22 ) دولة عربية ،مفادها بأنها تمتلك أساس قانوني متين، فإسرائيل تتعامل مع دول وحكومات عربية وليس ميليشيات وعصابات، وبالتالي ما قبل القمة العربية الطارئة ليس كما بعدها. بالفعل هناك حسابات الواقع الجديد التي يتوجب على إسرائيل قراءتها بتمعن وتروي بعيدًا عن شطحات نتنياهو ومن وراءها اليمين المتطرف، وتُختصر بأن فلسطين ولبنان ليس وحدهما، والحليم بالإشارة يفهم.
الجامعة العربية قدمت نفسها مجددًا بإحياء حلتها القديمة، و أبرز برتوكولات تأسست بموجبها، وهي بروتوكول القوة العربية مشتركة، وبروتوكول المجلس الاقتصادي العربي الموحد.
لذلك نستنتج بأن الجامعة العربية تمتلك أوراق ضغط يمكن تفعيلها في أقرب فرصة ،وبمقدور منظمة الجامعة العربية خلق تكتل اقتصادي موحد ،وعملة موحدة أسوة بالاتحاد الأوروبي، وقد تقود الأمور الى فرض عقوبات على إسرائيل .
مما لاشك فيه، بأن الأمور ستتعقد أكثر في حال استمر رفض إسرائيل للحوار والمصالحة والسلام مع العرب، ما يفضي الى مجابهة مجلس الدفاع العربي المشترك، وهذا أكبر خطأ استراتيجي ترتكبه إسرائيل في هذا التوقيت بالذات.
*باحث استراتيجي .