الدور الدبلوماسي الأمريكي منهار للغاية، والسبب أن من يحكم البيت الأبيض حفنة من رجال الأعمال والصفقات.الكل بدون إستثناء:الرئيس، ونائب الرئيس، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، وهلمجرا.فقدان مروع لأدبيات الدبلوماسية والعلاقات الدولية..
جل تفكيرهم يتمحور حول إحتياطيات أوكرانيا الضخمة من المعادن والعناصر المهمة مثل الليثيوم والتيتانيوم، بالإضافة إلى رواسب الفحم ،والغاز ،والنفط، واليورانيوم، وهو ما يمثل إمدادات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
الدبلوماسية الأمريكية السحرية التي وعد بها ترمب العالم تحولت الى حلبة صراع ،ومشادات كلامية ،وليس كما قال بأنها تقدم الحلول للعالم في سويعات .وقد أشارت الخارجية الروسية لذلك بكل خبث عندما علقت بالقول " معجزةضبط النفس".
للتذكير ؛ترامب وعد الناخب الأمريكي بدبلوماسية سحرية، لكن الواضح للعالم بأن البيت الأبيض بممثلهِ اللادبلوماسي ترامب يمارس استراتيجية عالمية مجنونة نصها "اخلق الفوض ثم عد ترتيبها" ،حيث تعد فلسطين حالة خاصة ، ولايمانع ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام عن فلسطين شأنها شأن أوكرانيا، لكن عدم وداع الرئيس الأوكراني البارحة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
في واقع الأمر، فالرئيس الأوكراني "زلنسكي" لم يكن يمثل أوكرانيا فقط، بل أجندات الاتحاد الأوروبي ،ومخاوف معظم دول حلف الناتو من فقدان الضمانات الأمنية ،وهذا مادفعهُ للحديث العلني أمام الصحافة بعيدًا عن الأبواب المغلقة.
لم يتبقى للدبلوماسية الأمريكية إلا حفظ ماء وجها بفرصة انجاح المبادرة العربية التي سيعلن عنها في قمة القاهرة في الرابع من مارس.قد تتعارض المبادرات الدبلوماسية العربية الجديدة مع السياسة الأميركية الراهنة بزعامة مصر الحبيبة ، إلا أنها قد لا تتناقض مع المصالح الأميركية طويلة الأمد ،وهذا الهدف الاستراتيجي لأي دبلوماسية ناجحة في العالم.
ختامًا؛ بات مُلح على البيت الابيض الدفع بوجوه الدبلوماسية ومستشاريها الى أروقةالبيت الأبيض، وتقديم أفكار إحتواء ،وفق نهح دبلوماسي فاعل، ذي مسارات متعددة في عالم متغير.
