تمر اليمن بمرحلة حرجة تتطلب قرارات حاسمة تتجاوز الحلول المؤقتة، ففي قلب الأزمة السياسية الراهنة يبرز التكتل الوطني ليس فقط كتحالف سياسي رمزي، بل كآلية استراتيجية تُعيد الحقوق الجنوبية كاملة – سياسية واقتصادية واجتماعية – وتُشكل الحامل السياسي لمشروع مواجهة الحوثي الإرهابي الذي حول كارثاته إلى واقع مؤلم على اليمني وغير اليمني.
أولاً: استعادة الحقوق الجنوبية وإنهاء التهميش
لطالما كانت القضية الجنوبية محوراً حساساً في الساحة السياسية، حيث عانى الجنوب من تهميش ممنهج أدى إلى فقدان فرص المشاركة الفاعلة في صنع القرار الوطني. هنا يظهر دور التكتل الوطني في إعادة رسم معالم العدالة الاجتماعية والسياسية؛ إذ يعمل على ضمان استعادة كافة الحقوق الجنوبية وترسيخها ضمن رؤية وطنية شاملة. إن تمثيل الجنوبيين على جميع الأصعدة هو خطوة أساسية نحو وحدة وطنية حقيقية، حيث تُعالج جذور المشكلة وليس أعراضها فقط.
ثانياً: مشروع وطني لمواجهة الحوثي
على صعيد آخر، يمثل التكتل الوطني المنصة السياسية الحقيقية لمواجهة مشروع الحوثي الإرهابي، الذي لم يعد مجرد قوة مسلحة بل تحول إلى كارثة تهدد الأمن والاستقرار. إن الحوثي، بإرهاب يفاقم معاناة المواطن، ليس مقتصراً على إرهاب اليمني فحسب، بل يمتد تأثيره ليشمل غير اليمنيين، مما يستدعي استجابة حازمة وموحدة. وفي هذا السياق، يجمع التكتل الوطني كافة القوى الوطنية للتصدي لهذا التحدي الأمني بكل حزم، ووضع استراتيجيات متكاملة تُعيد للدولة مكانتها وتؤمن مستقبلها.
ثالثاً: رؤية وطنية شاملة للمستقبل
إن المشروع الذي يبنيه التكتل الوطني يتجاوز حدود التحالف السياسي، فهو يهدف إلى بناء وطن يستند إلى مبادئ العدالة والمساواة والشفافية. من خلال إعادة الحقوق للجنوبيين وتوحيد الصف الوطني ضد التهديد الحوثي، يُعد التكتل الوطني الحل الشامل لمواجهة الانقسامات وإرساء دعائم الاستقرار. هذه الرؤية الوطنية لا تقتصر على إصلاحات فورية، بل تمتد إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس راسخة تعكس تطلعات الشعب اليمني بأكمله.
ختاماً
في لحظة تاريخية تتطلب وحدة الصف الوطني والعمل المشترك، يظهر التكتل الوطني كالمحور الأساسي لاستعادة الحقوق وإنهاء التهميش، وفي الوقت نفسه كأداة فعالة لمواجهة الإرهاب الحوثي الذي طال أمده في تهديد الأمن والاستقرار. إن الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقاً يبدأ من هنا، بمنهجية شاملة تجمع بين العدالة الاجتماعية والوحدة السياسية لمصلحة وطن لا يعرف إلا التقدم والتلاحم.