طريق إجباري"... دراما أم تزوير للتاريخ

وسط كل الأزمات التي تعصف باليمن، وفي شهر رمضان المبارك، حيث يعاني الناس لتأمين قوت يومهم في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات، يظهر مسلسل تلفزيوني يحمل اسم "طريق إجباري"، محاولًا إعادة تشكيل صورة الماضي برؤية أحادية.

في بلدٍ يعاني من غياب الدولة، وانهيار الاقتصاد، وانعدام الأمن، يُقدَّم لنا هذا العمل الفني وكأنه وثيقة تاريخية، مصوِّرًا أحداثًا تضع توكل كرمان في قلب معركة "بطولية" ضد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، متجاهلًا الواقع الذي يعيشه اليمنيون اليوم، حيث الفقر والدمار هما الحقيقة الوحيدة.

ما يحدث ليس مجرد دراما، بل محاولة لإعادة كتابة التاريخ بأموالٍ طائلة، تُنفق لإنتاج بطولات وهمية وصورة زائفة عن مرحلة كانت ولا تزال محل جدل كبير.

إذا كان هناك من قصة يجب أن تُروى، فهي ليست قصة مناصرة الشعب، بل حكاية كيف تحوّلت ناشطة إلى إحدى أثرياء العرب، بينما يقبع شعبها في أتون المعاناة، يبحث عن لقمة العيش في ظلامٍ دامس، غير قادر حتى على مشاهدة هذا العمل التلفزيوني!