قال الشاعر الكبير عبد الله البردوني في أحد قصائده: "ستعاني اليمن بسبب موقعها المطل على باب المندب، وستكون ساحة حرب مفتوحة بين الدول الاستعمارية ومن ينوبها في منطقة الجزيرة العربية."
وهذا ما حصل اليوم، فالصراع في اليمن صراع دولي بامتياز، ولم يعد صراعًا يخص اليمنيين أو يخص الدول الخليجية التي هي أدوات فقط.
فالتحالف السعودي الإماراتي تخلى عن شعار "قادمون يا صنعاء" واتجاه نحو تقاسم الجزر اليمنية والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وخليجي عدن.
فالإمارات على سبيل المثال كثفت تواجدها على سواحل وجزر اليمن الواقعة على البحر الأحمر، واستغلت الوضع المعيشي الذي وصل إليه الشعب اليمني.
العربية السعودية حرفت البوصلة باتجاه بحر العرب، وبالتحديد في حضرموت والمهرة، للبحث عن منفذ بحري تستطيع من خلاله تسويق نفطها عبر بحر العرب بدلًا من البحر الأحمر.
وإذا نظرنا إلى الانهيار المتسارع للريال اليمني، نجد أن الجانب الاقتصادي جزء من المخطط الخفي الذي يديره التحالف الخليجي في اليمن.
فالريال السعودي والدرهم الإماراتي هما من يحكم اليمن ويتحكم في قرارها السيادي رفقة الدولار الأمريكي.
إيصال اليمن إلى ما وصل إليه الصومال هدف من أهداف التدخل العسكري لدول الخليج العربي في اليمن.
وهذا ما حذر منه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في أكثر من خطاب، لكن لم يفهم ذلك أحد.
فعلى عبد الله صالح كان مطلعًا على أهداف دول الجوار تجاه اليمن.
العربية السعودية مارست ضغوطًا كبيرة على نظام صالح لضم حضرموت والمهرة إليها، وكذلك الإمارات العربية بخصوص سقطرى وميون.
فالحرب في اليمن لم تكن من أجل القضاء على الحوثي أو بناء دولة يمنية كاملة السيادة يسودها الأمن والاستقرار.
بل كان هدفها القضاء على شبه الدولة التي بناها صالح وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وتعميق الصراع الطائفي وخلق واقع جديد وجغرافيا جديدة بعدة مسميات مشابهة تمامًا للوضع في الصومال الشقيق.