آخر تحديث :الجمعة-14 مارس 2025-07:29م

كسرة خبز حلم المواطن اليمني في العام الجديد

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 10:44 م
نايل عارف العمادي

بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب


حتى أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن تصل الأوضاع الاقتصادية والأمنية

إلى ماوصلت اليه في اليمن

بل يقول ليتها تقف عند هذا الحد من الانهيار فكل يوم تزداد الأوضاع المعيشة والأمنية سوءً وكل يوم يُفقد المواطن الأمل في غداًأفضل ووطن مستقر وحياة كريمة وعادلة لكل أبناء الشعب اليمني كسرة خبزا وشربة ماء هي أمنية المواطن في اليمن ومع ذلك تضل أمنية لكثير من الأسر التي أصبحت عاجزة عن توفيرها في ظل الانهيار المتسارع للريال مقابل العملات الأخرى وهنا يتسال المواطن اليمني عن الدعم المالي الذي تقدمه العربية السعودية للبنك المركزي

طيلة السنوات الماضية

الى أين يذهب وفي أي جهة يصرف هل يعلم رئيس الحكومة إن مكبات النفايات وصناديق القمامة هي الملاذ الوحيد للمواطنين لملأ بطونهم الجايعة هل يعلم رئيس الحكومة أن شعبه لا يجد قوت يومه لكن السؤال هنا هل انعدمت الحلول أمام الحكومة الشرعية المدعومة من العربية السعودية وحلفائها من إيجاد حلول مناسبة من شأنها التخفيف عن الأزمات المعيشة التي يمر بها المواطن ام أن تجويع الشعب هو جزءً من سياسة الحرب التي يديرها تجار الحروب لسحق كرامة الشعب اليمني وجعله شعب لا يفكر الا في حدود يومه وفي كسرة الخبر التي أصبحت حلم في اليمن يصعب تحقيقه


ومع بداية العام الجديد لم يعد المواطن اليمني يملك سوى رفاهيةِ الحلم . لا شيء على أرض الواقع يسمح لليمني أن ينتظرَ مستقبلاً أقلَ بؤساً ممَّا هو فيه. المتاح الوحيد هو الحلم. الحلم باستعادة جنى العمر الذي أودعه في المصارف. الحلم بنور في عتمة الأمسيات لا يحرمه منه الانقطاع الدائم للكهرباء. وارتفاع صرف الريال وتدهور الأوضاع المعيشة والأمنية الحلم بفرصة عمل لأولاده لا تجبرهم على الالتحاق بمواكب المهاجرين الساعين وراء رزقهم حيث توفّر في أقاصي الأرض. الحلم بمسؤولين لا يتقاسمون ما بقي من جثة الوطن، فيما مواطنوهم يسعون في الطوابير وراء الخبز والبنزين، ويتسابقون مع سعر الدولار لتوفير ما يتيسَّر لهم من مؤونة النهار.

المواطن اليمني يحلم بوطن مثل سائر أوطان الأرض. وطن لا يكون ساحة لتنازع المليشيا على الحصص، بل ساحة لتنازع السياسيين على من يوفر فرص المستقبل الأفضل لبلده. لن تكون السنة المقبلة سنة عادية بالنسبة إلى المواطن اليمني . يمكن القول إنّها ستكون سنة الحساب. وأتمنى أن تكونَ سنة محاسبة نفسه أولاً على خياراته الخاطئة، التي أوصلت من يشكو منهم اليوم إلى المواقع التي سمحت لهم بارتكاب كل أنواع الإذلال بحقه وبحق أولاده. من عادة اليمني أن يشكوَ من سوء الأحوال التي وصل إليها بلده، متهماً الجميع بالمسؤولية، ومتجاهلاً أنه هو الذي تقع عليه المسؤولية الأولى.

ويفترض أن تكون السنة المقبلة سنة محاسبة المسؤولين اليمنيين على ما ارتكبوه. وهذا الحساب يقتضي تخلّي المواطن اليمني عن ثقافة القطيع، التي تقوده خلف الزعيم الذي يتفق مع أهوائه التدميرية ويؤمّن مصالحه الصغيرة على حساب المصلحة الوطنية. ويقتضي بالتالي حسن الاختيار.

وعندما أقول إنَّ المتاح الوحيد أمام المواطن اليمني هو الحلم فأنا لا أبالغ. إذ كيف ستتحسن أحوال اليمن ، فيما هو على ما هو عليه، وقادته على ما هم عليه من استخفاف بمصالحه ووقاحة لا ينقصها التعالي عمَّا يعانيه. من أين ستأتي بهذا المواطن القادر على التخلي عن ميوله الحزبية والطائفية الضيقة بما يتيح له التبصر وحسن الاختيار؟ ومن أين ستأتي بهذا السياسي الشجاع الذي يرمي خلف ظهره الحسابات المصلحية ويرتقي إلى مستوى الشجاعة الوطنية، فيجاهر بالحقيقة التي تصف أسباب الحال التي وصل إليها اليمن ، ولا يتردد في إعلان مسؤوليته عن الوصول إلى هذه الحال.



ختاما


ينام السارق في بلادي دون قلق ويكسب السياسي المال دون عرق وينام المسؤول الفاشل دون أرق والميلشياوي يرتع في بلادي بكل عمق لأن القانون في بلادي حبر على ورق


قال رجل : سألت درويش لماذا نحن العرب لا نستطيع أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب فقال:شعب لا يستطيع أن يضع القمامة في مكانها المناسب فكيف يستطيع أن يضع الشخص المناسب في المكان المناسب رفعت الجلسة