من يظن أن إسرائيل ستسمح لسوريا أن تعود دولة كما كانت فهو واهم.
منذ الوهلة الأولى لسقوط النظام السوري، إسرائيل تقصف وتدمر كل ما له علاقة بالدولة السورية من مقدرات، مراكز أبحاث، قاعدة بيانات، أسلحة استراتيجية، دفاع جوي، بحرية، بنية تحتية اقتصادية، ومؤسسات أمنية وعسكرية، علماء، ومقومات أخرى.
الكيان الصهيوني في سباق مع الزمن لإعادة الدولة السورية إلى القرون الوسطى، والمليشيات الإرهابية ومن يقف في صفها فرحانون برفع صوت الأذان في الجامع الأموي. نقول المليشيات،، ونقصد بها الجماعات التي تمتلك السلاح وتفرض سلطة الأمر الواقع، وهي ذاتها التي تسيطر على ليبيا، وليس الشعوب في هاتين الدولتين.
تلك الجماعات لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة، في ظل تحييد الجيوش، لأنها استفادت من سقوط حكمها في مصر وتونس. ولهذا تم عسكرة الاحتجاجات السورية بمساعدة إسرائيل والغرب وتركيا.
لذلك، ننتظر عقودًا من الظلام والتخلف والقتل والإرهاب على النموذج الصومالي.
من هذا المنطلق نقول إن سوريا كدولة سقطت، ولم يسقط الأسد، لأننا لا نقف في صف الأشخاص. وحزننا كبير على ما وصلت إليه بعض الأقطار العربية من خراب، وأحدثها بلاد الشام.
7 أكتوبر له تداعيات تشبه تداعيات 11 سبتمبر، وهذا الفصل لم ينته بعد، وعلى هذا الأساس عشنا وهم انتصار المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر إلى أن بدأنا في إدراك هذا الإنتصار الذي لم تستفيد منه سوى دولة إسرائيل .
# ناصر المشارع