من أجل هذا تندفع الشعوب قاطبة ، وبصورة عنيفة لاحداث تغيير جذري في أوضاعهم السياسية والاجتماعية والإقتصادية نحو الأفضل .
نحن في اليمن شمالا وجنوبا الدولة العربية الوحيدة في شبة الجزيرة العربية الاشد فقراء وتخلفا وتراجعا في المستوى المعيشي والإقتصادي والخدماتي والتعليمي والصحي ، رغم أننا مجاورين لاغنى الدول النفطية على مستوى العالم أجمع .
نسيء الاختيار دائمآ في قادتنا ورموزنا حتى يصبحون كل المشكلة وليس جزء منها ، والمعضلة الازلية فينا هي عدم التقييم والتصحيح السريع للقيادات السياسية والأمنية والعسكرية والإدارية ووضع حد فوري لممارساتها الإنتهازية التي أضرت كثيرا بالوطن والمواطن .
بعد 129 عام من الأمن والأمان والاستقرار والنهضة والتنمية في عهد الاستعمار البريطاني ، خرجت بريطانيا التي شيدت مصفاة عدن والميناء والمدن والمدارس والمستشفيات والطرق وحقول المياه والكهرباء وغيرها من القطاعات الحيوية ، لم تخرب بعد خروجها أي مرفق ، قبل خروج بريطانيا كانت تريد ارساء حكم كونفدرالي لمستعمرة عدن وباقي المحميات في جنوب اليمن ، وكانت نواة مشروع الحكومة الاتحادية وعاصمتها في مدينة الشعب ولعدن وضع إستثنائي بالاتحاد ) ، على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة الانموذج الناجح حاليا .
الصراع الدموي قبيل الاستقلال كان بين رفاق التحرير
جبهة قومية / جبهة التحرير / التنظيم الشعبي /الرابطة ، واندلاع حربين اهليين بين الجبهة القومية لتصفية جبهة التحرير والتنظيم الشعبي ، وآخرها قبيل الاستقلال وحرب الشوارع بالشيخ عثمان وغيرها من المناطق في عدن وقتل الجفري .
الصراع على السلطة بين رفقاء السلاح الثوار كان مبكرا جدا في جنوب اليمن :
20 مارس 1968 محاولة انقلابية على قحطان الشعبي
14 مايو 68 محاولة تصفية تيار اليسار المتطرف وهروب سالمين ومطيع وعدد من الرفاق اليساريين الي جبال أبين .
22 يونيو 69 الخطوة التصحيحية وتصفية اليمين المتطرف ( قحطان الشعبي ورفاقه ) ، وتشكيل مجلس رئاسي من خمسة أعضاء سالمين وفتاح وعلي ناصر ومحمد علي هيثم وعلي عنتر
26 يونيو 78 الانقلاب علي سالمين وتصفيته من قبل رفاق الأمس أعداء اليوم ( مرحلة التنمية والتقارب مع الإقليم والعالم كانت في عهد سالمين ) ، بعد يوم واحد من أغتيال الرئيس الغشمي بشمال اليمن ، المتهم باغتيال الرئيس الحمدي .
13يناير 1986وتقلد علي سالم البيض السلطة في جنوب اليمن بعد أحداث دموية راح ضحيتها معظم قيادات الصف الأول وهروب علي ناصر الى شمال اليمن .
29 نوفمبر 89 وحادثة رمي الاطباق فوق بعضهم البعض من قبل الحاضرين أثناء وجبة الغداء بنادي ضباط الشرطة بجزيرة العمال بوجود الرئيسين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح والوفدين .
وبعدها خرجا العليين ودخلا نفق جولدمور حيث كان يقود السيارة علي البيض ، وكانا لوحدهما واختفيا عن الجميع إلى قريب العصر ، واستدعوا سالم صالح وراشد والعرشي ، وجهزا بيان نوفمبر بانزال دستور دولة الوحدة للاستفتاء ...الخ ، وطلع البيان قريب منتصف الليل ( هواجس البيض من السيناريوهات السابقة أصدقاء الأمس أعداء اليوم ، دفع بنا شعبا وأرضا إلى باب اليمن من غير أي ضمانات أو احتياطات ) .
تواريخ وأحداث وصراعات دموية مخزية ومخجلة ، من أجل كرسي السلطة أولا وأخيرا ، عن أي أكتوبر أو نوفمبر تحدثونا بعد 57 عام من تاريخكم المشؤوم تراجعنا اليوم الى مرحلة لا رواتب لا كهرباء لا ماء لا صحة لا تعليم لا أمن واستقرار ، من حقكم أن تحتفلون فأكتوبر ونوفمبر نقلكم من ريف الفقر والجوع والتخلف والظلم والاستبداد والتمييز العنصري والطبقي الى زمام السلطة والاستفراد بها في المدينة .