آخر تحديث :الخميس-24 أبريل 2025-12:03م

إلى السلطة وإدارة التربية والتعليم بحضرموت

الأربعاء - 14 فبراير 2024 - الساعة 08:45 ص
عبدالجبار عوض الجريري

بقلم: عبدالجبار عوض الجريري
- ارشيف الكاتب


أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي.... يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا

نحن وأنتم والمعلمون وكل أهل حضرموت يعلمون تماما أن الإضراب عن التدريس يضر بالعملية التعليمية ويضر بمصلحة الطلاب والطالبات وهذا أمر مفرغ منه ولا جدال عليه، لكن!

عندما يتقيد المعلم بدوام من الساعة السابعة والنصف وحتى الثانية عشر ظهرا بشكل يومي عدا الجمعة والسبت طيلة أيام الشهر كاملة، ثم يستلم راتبه الذي يعادل 150 ريال سعودي فهنا أنتم تقررون إعدام المعلم وإعدام أهله وإلحاق ضرر بالغ جدا جدا بهم يفوق ضرر الإضراب عن التدريس بعشرات المرات.

يا من وكلهم الله أمر المعلم، 60 ألف ريال أو 70 ألف بربكم ماذا تفيد أسرة مكونه من 4 أو 5 أشخاص في ظل ارتفاع الأسعار وانهيار العملة وغلاء المعيشة ووصول كيس الأرز إلى 70 ألف ريال؟

ما يحدث للمعلمين جريمة تتحملها السلطة في حضرموت التي لم تقتدي بالسلطات المجاورة في مأرب والمهرة حيث قررت تلك السلطات دفع حافز شهري للمعلمين دعما لهم على مواجهة صعوبة الحياة.

المعلم مظلوم ومضطهد والراتب الذي يستلمه لا يكفي لشراء سمك لشخصين لمدة 30 يوم، فضلا عن الاحتياجات اليومية الأخرى التي يحتاجها الإنسان مثل الطعام والملبس والعلاج ومصروفات فواتير الماء والكهرباء والتلفون والإنترنت فهل يمكن لـ 70 ألف أن تغطي كل هذه النفقات؟

على إدارة التعليم بحضرموت الوقوف مع المعلم ومساندته لتحقيق مطالبه العادلة والمشروعة والضغط على السلطة لدفع حوافز المعلمين في حضرموت من الأموال التي ترسلها السلطة للحكومة في عدن.

أمام هذه المأساة فلو قرر المعلمون وقف العملية التعليمية بشكل كلي لكان الحق كل الحق معهم فحياتهم وحياة أولادهم أصبحت في خطر لعدم قدرتهم على سداد الديون وشراء الطعام لأسرهم، فكونوا سندا للمعلمين بدل مواجهتهم والتصادم معهم.

كل شيء قد يتنازل عنه الإنسان إلا أن يرى أولاده جياع يبكون لعدم وجود ما يسد رمقهم فعندها يتحول الإنسان لوحش مفترس قد يفعل أي شيء، فالله الله في المعلمين فهم أساس المجتمع فلا تهدموا الأساس.