آخر تحديث :الخميس-10 أبريل 2025-02:00م

طوفان الأقصى مستمر وحل الدولتين كذبة كبرى !

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 11:48 ص
م. مقبل ناجي مسعد

بقلم: م. مقبل ناجي مسعد
- ارشيف الكاتب


الحديث اليوم عن حل الدولتين في فلسطين في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة، لم يعد له أي معنى ،فقد قدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز:(مبادرة الملك عبدالله للسلام ) والتي قدمها الى القمة العربية التي انعقدت في بيروت في 27مارس 2002م والتي تم تبنيها والموافقة عليها من قبل ،،الزعماء،، العرب تحت مسمى (المبادرة العربية للسلام) والتي نصت اهم بنودها على الاعتراف العربي بدولة إسرائيل  والتطبيع الكامل معها، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية التي  احتلتها إسرائيل في يونيو1967م ،وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً دون الإشارة لقرار مجلس الامن رقم (194) الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين ،لكن إسرائيل رفضتها بالمطلق ولم تعرها أي اهتمام ،بل وسعت بكل امكانياتها على تكثيف الاستيطان وبناء المزيد من المستوطنات في كل انحاء الضفة الغربية ،لإسقاط المبادرة العربية والقضاء عليها  وعلى حل الدولتين، وبالتالي فان الحديث عن حل الدولتين اصبح مجرد سراب وكذبة كبرى على العرب والرأي العام العربي، لاستحالة تنفيذ هذا الحل، لعدم وجود ارض تقام عليها الدولة الفلسطينية ،فقد ابتلع الاستيطان معظم أراضي الضفة الغربية وقطع اوصالها الى كنتونات  عديدة لأحصر لها، يجعل من المستحيل ايصالها ببعضها، وبالتالي من المستحيل قيام دولة فلسطينية مستقلة، واصبح الحديث عن ذلك مجرد وهم وسراب ،بل وكذبة كبرى يستحيل تحقيقها.

وهذا ما أكده مستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون في حديث ادلى به لقناة سكاي نيوز العربية مساء 18أكتوبر الحالي، حيث قال: ( ان حل الدولتين قد فشل وسوف يتم تنفيذ الحل الاخر وهو خروج الفلسطينيين من غزة ومن ارض ،،إسرائيل،، وتوطينهم في دول عربية أخرى ،لتعيش إسرائيل في سلام ،وان أمريكا قد جاءت بأساطيلها الى المنطقة ليس للنزهة ،بل للدخول في الحرب، وعلى العالم ان يفهم ذلك، واي دولة تخالف تنفيذ ذلك ستواجه برد امريكي ليس له مثيل، وهذا ما كان يعد له الإسرائيليين والامريكيين قبل هجوم حماس على إسرائيل يوم : 07أكتوبر الحالي، ويجب على الإدارة الامريكية ان تكون صريحة  وتنشر خطتها بوضوح ليعرف الجميع ذلك.).

وعلى هذا الأساس ،فإن إسرائيل وبعض الدول العربية في الخليج تعمل بقدر استطاعتها وبكل طاقتها لجر أمريكا والناتو الى اشعال الحرب في المنطقة وتوسعتها وضرب حزب الله والجيش السوري وايران ،لان هؤلاء هم العائق الوحيد المتبقي امام سيطرة أمريكا وحلفائها الغربيين وإسرائيل على المنطقة وتطويعها بالكامل لمصالحهم ظنا من بعض الحكام العرب ان دورهم الإقليمي سيكون اكبر مماهو عليه الان ،واعتقد جازماً انهم اصبحوا اليوم  قريبين جداً من تحقيق هذا الهدف، فهناك قيادات عسكرية أمريكية بارزة تسعى لتحقيق ذلك خدمة لمصالح بعض الشركات الكبرى، ولتحقيق بعضاً من اطماعها و طموحاتها الشخصية، وهناك قيادات عسكرية أمريكية في المنطقة يمكن تطويعها في سبيل تحقيق هذا الهدف وجر إدارة بايدن الى هذا الفخ الذي تحاول إسرائيل تحقيقه منذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ،لكنها لم تفلح في ذلك، وإعادة محاولاتها  العديدة من جديد في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ،وكانت قاب قوسين او ادنى من تحقيق ذلك ،لكن ذلك لم يتحقق لهم بفضل فهم ترامب لحقيقة الأوضاع العسكرية في المنطقة ،ولتجنيب امريكا الدخول في حرب جديدة في المنطقة، على عكس الرئيس بايدن الذي يجهل الكثير عن وضع المنطقة واصبح فاقد الاهلية لقيادة الدولة وللسيطرة على القيادات العسكرية والسياسية، واصبح مستشار الامن القومي جاك سوليفان ووزير الخارجية انتوني بلينكن هما من يقودا سياسية الادارة الامريكية، ويوجهان الجميع داخل البيت الأبيض وخارجه ،فكان لهما دوراً في تحريك ملفات الحرب في ليبيا والعراق، والدور الأكبر في اشعال حرب أوكرانيا وحشد الدعم الكبير لا وكراينا داخل امريكا وخارجها ومن خلفهما وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA)،حيث كان الوزير بلينكن او الواصلين الى تل ابيب بعد ساعات قليلة على انطلاق طوفان الأقصى، وادلى بتصريح مثير للاهتمام وخارج عن الأعراف الدبلوماسية ،تبعه وزير الدفاع لويداوستن بالإضافة  لإتصالات جاك سوليفان بالعديد من قادة المنطقة العربية ومع حكام الخليج، وزيارته المتعددة للمنطقة، بالإضافة الى اليوت ابرامز مستشار الرئيس بايدن للعلاقات العامة، وفكتوريا نولاند ،نائبة وزير الخارجية، والتي عملت كمساعدة لنائب الرئيس الأسبق ديك تشيني اثناء غزو العراق، مع تحركات لقيادة القيادة المركزية العسكرية الامريكية  واستمرار الحشد العسكري الأمريكي الذي لازال يتدفق على المنطقة بشكل كثيف جداً لم يسبق له مثيل، حيث تم إعادة حاملة الطائرات ( ايزنهاور) الى شرق البحر المتوسط من جديد، بالإضافة لاستمرار نقل وحشد مختلف صنوف الأسلحة المتطورة، بل واحدث ما أنتجته الصناعات العسكرية الامريكية  والغربية، وهنا يكمن الخطر الذي يجعل العديد من المحللين والخبراء يتوقعون بتوسع نطاق هذه الحرب، وهو مادفع العديد من زعماء أوروبيون ورؤساء حكومات حول العالم من اطلاق تحذيراتهم الجدية من اندلاع حرب كبرى يصعب التحكم بها، وقد تجر العالم الى حرب عالمية جديدة  ،ضف الى ذلك ان هناك حكام عرب قدموا عروضاً مغرية، بأنهم على اتم الاستعداد لدفع فاتورة تدمير حزب الله وايران مهما كان كلفتها.

صحيح ان أمريكا لازالت تصرح ان قواتها حضرت الى المنطقة لغرض الردع ومنع فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، مانحةً الضوء الأخضر لإسرائيل، بالتفرد بقطاع غزة والضفة الغربية ،والمشاركة معها بالخبراء وبكل الإمكانيات التقنية اللازمة، لتتولى أمريكا وحلفائها الغربيين التفرد بحزب الله والجيش السوري والقوات الرديفة الموالية له على الأرض السورية وبعض المناطق المجاورة في المحافظات العراقية، وفي نهاية المطاف ضرب ايران، وهذا ما يبدو واضحاً للعيان من خلال التحركات لهذه الحشود العسكرية والتصريحات للقيادات السياسية والعسكرية لأمريكا وحلفائها، على ان تترك مصر لمرحلة لاحقة اذا اقتضت الضرورة الامريكية ذلك.

السؤال الأهم، ماهو الدور المنتظر لروسيا والصين؟!

وهل يتركوا أمريكا والغرب يتفردوا بضرب حلفائهم في المنطقة؟!!!!

المنطقة على أبواب حرب كبرى أصبحت وشيكة، ولامناص من تجنبها .