معظم القيادات العربية ليست متخاذلة فحسب، بل متواطئة وشريكة في سفك هذه الدماء في غزة، مثلما كانوا شركاء في سفك دماء السوريين والعراقيين والليبيين والسودانيين،وكان لهم اليد الطولى في تمويل كل تلك التيارات المتطرفة مالياً وفكرياً والتي لعبت دوراً في تدمير وإسقاط ليبيا وتدمير سوريا ،والعراق والسودان واليمن ،وفتحوا اجوائهم واراضيهم للقواعد العسكرية الغربية،خدمة لاسيادهم في امريكا واوروبا الغربية ،وكادت ان تنجح في مصر لولا حسن تصرف وبراعة قيادة الجيش المصري ،والاجهزة الامنية والدولة العميقة التي انقذت مصر واخرجتها من عنق الزجاجة،ولازلت مصر والى جانبها ايران تعتبران الهدف الاساسي لإمريكا وحلفائها من الدول الغربية،لانهما الدولتان الوحيدتان الباقيتان في المنطقة ولهما ثقلهما الاقليمي والدولي،ولكل منهما جيش نظامي مؤهل ويمتلك الخبرة القتالية والخبرة في مجال تصنيع وانتاج الاسلحة،
لذلك فإن المرحلة الاولى لهذه الحرب هي محاولة التفرد الاسرائيلي- الامريكي في قطاع غزة يعقبها ضرب ايران وادواتها في المنطقةبما في ذلك ضرب و تدمير الجيش السوري لانه لايزال يمتلك مقدرات جيدة وبالذات في السلاح الاستراتيجي،بعد ان عمل الاعلام العربي وبالذات الاعلام الخليجي طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية على شيطنة ايران وكل من يقاوم الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية او يرفض الهيمنة الامريكية،ونجحوا في ذلك بشكل كبير بفضل استخدامهم لابواق واقلام مأجوره تنتسب زوراً للطبقة ،،المثقفة،، او لرجال الدين، بالاضافة لاصحاب المصالح الذاتية الذي لايهمهم الا جمع المال ،وحشدهم جميعاً في هذا الضخ الاعلامي المظلل طيلة خمسة عشر عاماً على الاقل ،واصبح الرأي العام في العالم العربي متقبل تماماً لضرب ايران وادواتها في المنطقة عسكرياً،بل ان طيف واسع من عامة الناس في الوطن العربي،
وبفضل هذا الضخ الاعلامي المظلل، اصبح مقتنع ان ايران هي العدو الرئيسي للعرب ،وهي الخطر الداهم على الاسلام والمسلمين وليست امريكا وبريطانيا وربيتهما اسرائيل ومشروعهما التدميري في المنطقة الجاري تنفيذه على ارض الواقع منذ غزو امريكا للعراق في مارس 2003م ،وماتلا ذلك من تدمير للعديد من الدول العربية تحت مسميات مختلفة،نشر الديمقراطية و الفوضى ،،الخلاقة،، ماسمي بالربيع العربي وغيرها من المسميات ولازال هذا التدمير مستمراً حتى اليوم ،ويكون ضرب مصرفي المرحلة الثانية بالتزامن مع توسع الانتشار العسكري الامريكي -الغربي في المنطقة،وبذلك يتم السيطرة على المنطقة ويعلن عن ميلاد الشرق الاوسط الجديد الذي تنشده امريكا.
هذا هو مخططهم،وهو مخطط معلن منذ سنوات والذي عجل بتنفيذ هذا المخطط الان هي عوامل عديدة،منها:
زيارة الرئيس السوري للصين وماتمخضت عنها من نتائج هامة وبالذات في المجال الاقتصادي والعسكري.
تقارب بعض الدول العربية مع روسيا والصين وعقد صفقات تجارية في عدة مجالات.
تطورات الاوضاع في غرب ووسط وشمال افريقيا
عجزهم عن هزيمة روسيا في اوروبا وفشل الهجوم المضاد للقوات الاوكراينية المدعومة من قبل حلف الناتو،ويريدوا هزيمتها بالشرق من خلال القضاء على كل حلفائها.
منع تمدد النفوذ الروسي الصيني في منطقة الشرق الاوسط وشمال ووسط افريقيا.
دخول القرار الدولي2231 الصادر عام 2015م حيز التنفيذ اوخر شهر اكتوبر الحالي ،والخاص برفع الحضر عن بيع الصواريخ لايران،بموجب الاتفاق النووي الموقع بين (5+1) ومجلس الامن الدولي وايران ،وهذا الحضر هو الذي منع روسيا من بيع صواريخ (300S) لايران التزاماً من روسيا بقرارات الشرعية الدولية.
نضوج الظروف الموضوعية والذاتية لتتفيذ هذا المخطط،بعد ان نجح الوكلاء في تنفيذ مهامهم اعلامياً وأمنياً ومالياً ودينياً وكل ما اسند اليهم من مهام ،وحان الان دخول الموكلين بشكل مباشر ومعلن وفي وضح النهار.
الرئيس الروسي قال: تذكير وليس تحذير لامريكا،ونقول لهم ان كل قواعدكم وحاملات الطائرات والبوارج القادمة الى منطقة الشرق الاوسط،جميعها تحت مرمى صوريخنا الفرط صوتية.