صنعاء لم تسقط في 21 سبتمبر بل سقطت منذ إشراك الحوثيين في ما يسمى بوثيقة السلم والشراكة والتي فتحت الطريق لهم لإلتهام ما تبقى من جمهورية اليمن.
كادت ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية تطيح بنظام المخلوع صالح وتهيئ الأجواء أمام مرحلة جديدة قادمة عنوانها الحرية والكرامة والاستقلالية التامة عن التدخلات الخارجية القريبة والبعيدة، إلا أن أطراف خارجية كانت أكثر معارضة من أطراف داخلية لإنجاح ثورة الشعب الشبابية مما دفع بها للإصطفاف وراء نظام صالح ضاربة بعرض الحائط كل تحذيرات الشعب والقوى السياسية الفعالة على الساحة.
فتم التصدي لثورة الشعب على الرغم من حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها في سبيل الخلاص من حكم الأسرة الواحدة، وفُتِح المجال أمام نظام المخلوع في إمكانية حصوله على حصة كبيرة من الحكم لم يكن ليحصل عليها لو لا هذه التدخلات.
فحدث ما حدث وجاءت حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة في ظل ظروف اقتصادية صعبة خاصة بعد التغييرات التي حدثت، فذهب تيار المخلوع صالح إلى تأزيم الوضع الاقتصادي من خلال الأدوات العميقة التابعة له والمنتشرة في جوانب السلطات، وبدل أن تنشغل حكومة باسندوة بالإصلاحات وتقديم الخدمات أنشغلت بالمكافحة ضد هذه الأدوات التي تعمل بجدية لإفشالها.
وفي ذات الوقت ظل الخليج يتفرج على الصراع القائم بين أقطاب الحكومة اليمنية المتمثلة في قطبين رئيسيين قطب ممثل للشعب بقيادة الأحزاب التي دعمت ثورة 11 فبراير وفي مقدمتها حزب الإصلاح، وقطب معارض للشعب بقيادة الحوثيين والمؤتمر.
كان بإمكان دول الخليج في ذلك الوقت تفادي إنقلاب الحوثيين وسلب الدولة من الرئيس هادي من خلال دعم اليمن اقتصاديا والحفاظ على استقراره.
فـ5 مليار دولار لدعم الاقتصاد كانت كافية لتفادي كل ما نحن فيه الآن من حروب وصراعات لكن دول الخليج لم تفعل هذا، فخسرت الآن في الحرب عشرات المليارات ومئات من جنودها وألاف الضحايا من اليمنيين، وفقدت اليمن سيطرتها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وفقدت دول الخليج هيبتها ومكانتها لدى اليمنيين.
الحمق السياسي هو ما أوصل اليمن إلى هذه الحالة السيئة، فبحجة الخوف من الإصلاح تآمرت دول الخليج على الثورة الشبابية، وبسبب الخوف من الإصلاح سمحوا للحوثي بالإشتراك في الحكومة ودخول صنعاء، ولنفس السبب أعادوا ترميم نظام المخلوع صالح، ولنفس السبب تركوا اليمنيين في فوضى وصراع، ولنفس السبب يتم الآن التلاعب بأمن واستقرار المناطق المحررة.
خلاصة القول سقطت اليمن وصنعاء منذ إشراك الحوثيين في السلطة، ومنذ التآمر على الثورة الشبابية، ومنذ ترميم نظام صالح.
فالمسؤول عن كل ما نحن فيه الآن هو نظام عفاش والذين تسببوا في وأد الثورة الشبابية.
#فهل_من_معتبر____________؟