آخر تحديث :الخميس-24 أبريل 2025-12:03م

الخطاب الإعلامي المطلوب في اليمن

السبت - 14 يناير 2017 - الساعة 12:04 م
عبدالجبار عوض الجريري

بقلم: عبدالجبار عوض الجريري
- ارشيف الكاتب


 أنتشرت العديد من الأقلام المشحونة بالتعبئة الخاطئة لتنثر كتاباتها عن الجنوب والشمال ، بغية توحيد الشمل ورأب  الصدع وتجاوز الأخطاء ، أو من جانب تعميق الشرخ وزيادة التبيان بين أبناء اليمن .

فأخذت بعض هذه الأقلام سبيل ملتوي  للدفاع عن اليمن - وإن كانت النوايا صادقة - إلا أن الأدوات خاطئة ،وهو ما لا ينفع مع النوايا الصحيحة .

البعض من الكتاب عمد إلى تكريس جهوده للحديث عن الجنوب ومقاساته وطوله وحجمه وعمره وأخذ على عاتقه كل ذرات العنصرية ، وأساليب التمييز الذي جاء الإسلام للقضاء عليه ،وبعضهم راح يدافع عن اليمن الإتحادي ولكن دفاع معوج فيه استفزاز وتهكم ببعض الأطراف ، وهو ما لن يفيد اليمن بل سيعمق حدة الخلاف وسيزرع في النفوس الأحقاد ، وينتج عنه حالة تصلب في الآراء من قبل الأطراف التي يُتهكم بها .

نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي واعي متزن ، يقرب المسافات بين أقصى الجنوب وأقصى الشمال ، خطاب يبث روح التسامح والإخاء ، ويقضي على بذرات الأحقاد والضغائن التي خلفتها الأنظمة السابقة في اليمن .

بعض من الجنوبيين يعتقدون أن الشمال تتعامل مع الجنوب على أنه فرع وهي الأصل ..!

وبعض من الشماليين يعتقدون أن الجنوب تتعامل مع الشمال بكل عنصرية وتمييز ..!

الحقيقة أن عدم الثقة التي صارت منتشرة حتى بين أعضاء المكون الواحد ، وحالة الإتهامات المتبادلة ، ومسألة الاحتقان السياسي ، هي كلها مع العنصرية والتمييز في الجنوب والشمال كلها نتاج حكم المخلوع صالح ، وسياسته السلبية التي زرعت هذه الأحقاد وتسببت في فقدان الثقة بين الأطراف ببعضهم البعض .

المخلوع صالح كرس مفهوم الشمال الأصل والجنوب الفرع ، وهو من كرس مفهوم أن الشمال دولة أحتلال والجنوب واقع عليه الإحتلال .

المخلوع صالح هو من تسبب في زرع الأحقاد وهو من دق على وتر الجنوب والشمال .

الجنوب حينما توحدت مع الشمال لم تكن اسمها الجنوب ولا الشمال كانت تسمى الشمال !

الجنوب كانت تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية  ، والشمال كانت تسمى الجمهورية العربية اليمنية ، وتسمية الجنوب والشمال لم تكن معروفة .

بعد عام ١٩٩٤ كرس المخلوع صالح تسمية الجنوب والشمال بأعماله العنصرية وتمييزه وظلمه وبخطابه الإعلامي المنحرف .

علينا أن نكون دعاة خير وجمع للكلمة ، ونبتعد عن حالة شد الحبل ، واستعراض العضلات فهي أساليب لن تخدم مشروع الأقاليم الذي أساس بناءه الإخاء والتسامح بين أبناء #اليمن .