المواسم وتُعد من المتغيرات الكونية بقدرة الله سبحانه وتعالى التي يتعايش معها الإنسان خلال أيام فصول السنة واختلاف النجوم فيما يخص مواسم الرياح والأمطار وشئون البحر وأحواله المتعلق بالأسماك والأحياء البحرية ، وهذه مصادر رئيسة يعتمد عليها الإنسان في تنظيم عمله وغذائه اليومي باختلاف المواسم والمناطق ، ونقتصر في موضوعنا على أهمية المزايا الصحية التي تتمتع بها الأسماك البحرية الخالية من المواد الكيماوية المعروفة بمواسمها التي تتواجد فيها ، ومن المهم أن تكون لديك دراية ولو بالقليل من الصفات العامة لنوع السمك المرغوب فيه وكيفية المعاينة والاختيار والاستعانة بأصحاب الخبرة عند الشراء .
تتميز الأسماك الطازجة باحمرار الخياشيم وبنصاعة العينان وشفافية القرنية والجلد والرأس خال من أي علامات التسلخ وعدم ظهور سوائل الدم برائحة التعفن ، وفي هذه الأيام الأسواق ومواقع الإنزال مليئة بالأسماك التالفة المنتهية صلاحيتها والتي لا تخضع لأي نوع من الرقابة والتفتيش من أي جهة كانت فالأسماك التالفة (حسوس) الخطيرة ذات اللحم الأسود والأحمر مثل صيد الثمد والشروي والزينوب والحقيبة والتبانة والجدب والطبوب والزمار والبوغة في حال تناولها (أكلها) تصاب بحالات التورم والقباص في الشفتين والحساسية في الأطراف والتسمم في المعدة وهذه حالات يجب التنبه منها وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من غشنا فليس منا ".
وكل فصيل من الأسماك يختلف في طعمه وذوقه بسبب اختلاف تكوينه وما يقتات حسب البيئة التي يعيش فيها ، مثال على ذلك أفضل أنواع الأسماك البحرية فهناك فارق كبير بين الأسماك الواردة من ( البحر الأحمر والقرن الأفريقي ) وأسماك ) شبوة وحضرموت والمهرة ) المعروفة بقيمتها السعرية في الأسواق مثل الغودة (سخلة) والطرناك ( الديرك أو الكنعد ) والطكية والثمد وبعض الأسماك الرخيصة في قيمتها الشرائية ولكنها تتميز بالأفضلية في جودتها العالية والفائدة والقيمة الغذائية مثل العيدة والمري والعنوب ( العربي ) والزرية (صافية ) والبشت والشرمط والدقان والحصيحصة والضيضار والثمان والقفاد والحيفول والزرب والصعوبان والفرس والعنبرية والكمل والجدب والباغة والزينوب .
وكل عائلة تختلف في مذاقها وطعمها عما سواها بسبب اختلاف التكوين والمراعي والشعاب المرجانية , ولا بد من التمييز بين أنواع عوائل الأسماك المتشابهة من خلال التدقيق في شكلها ولونها ومعرفة اسم كل نوع من الآخر ، لأن أغلب الأسماك القاعية والسطحية يوجد بينها تشابه كثير ، ولكنها تختلف في طعمها وذوقها من منطقة لأخرى كما هو الحال من رأس الحمرين ، وبلحاف ، وبئر علي غرباً ، وقد تحدد أفضلها كلما اتجهت نحو بروم ، وإلى الشرق يأتيك قشار فوه ، وفرش المكلا ، وأجودها ذوقاً وطعماً من رأس وقمعة روكب باتجاه شحير حتى المعينة غرب الشحر والحامي ، ولكن توجد أنواع من الأسماك أفضلها ذوقاً وطعماً في مواقع صخرية شاطئية أخرى من شرق الحامي القرن ، (الحوت حوت القرن) وأحسنه في قصيعر وأفضله في شعب المصينعة .
وكلما اتجهت شرقاً يظهر الفارق البسيط في ذوق وطعم بعض الأسماك القاعية بسبب اختلاف البيئات والمراعي في بعض المناطق الساحلية إلا أن ذوق بعضها أفضل من غيرها وخاصةً حوت العيدة والطمكري والطرناك والروابع والطكيه المشهورة بجودتها في سيحوت وبعض مناطق المهرة ، وفي هذه الحالة نعطي نموذجاً عن أهم الأسماك المتداولة في الأسواق حتى لا تقع فريسة البائع مثال على ذلك في دول الخليج وعدن ومحافظات أخرى سمو الأسماك دون تمييز أي كل نوع من عائلة الساردين (سموها عيدة ؟؟) ، وكل نوع من عائلة الهامور ) سموها هامور ؟؟ ) وهذه أسماء علمية مأخوذة من باحثين في علوم البحار من الشرق والغرب وعمم وطبقوه علينا إخواننا الباحثين العرب رغم الاختلاف في الشكل واللون ونوعية اللحم .
وعليه أقول بأن الأسماء الشعبية الشائعة التي أطلقها الصياد منذ القدم في حضرموت أو غيرها وأعطاها حقها وفق المواصفات وميز كل نوع من الأسماك باسم خاص فهو الصواب ومثال على ذلك عائلة الساردين تنقسم إلى عدة أنواع وكل نوع أسمه (عيدة ، منتوج ، شيظي ، شفر ، بربير ، عرعرة) وأما عائلة الهامور تنقسم إلى عدة أنواع وكل نوع له أسمه ( خلخل ، عيقر ، غنمة ، طيمة ، ضيون ، حبشية ، جمل ، بافيلح ، تامة ، بازية ، خطفة ، حذر ) ، وأفضل موسم لتناول وجبات أنواع الأسماك في فصل الشتاء مثل العيدة ، والهامور ( الخلخل والحدور والغنم والحبشية والتامة ) والجحش ( الخوضر والنسار ) والثمد والغودة والرابعة والطكية والطرناك والصعفي والشروي وغيرها .
وأما الأسماك المتنقلة وأخرى قاعية فهي مرتبطة بأنواع الأسماك والأحياء الصغيرة التي تقتات على الأعشاب والهوائم النباتية ، وتعدها الغذاء الرئيس وموسمها فصل الربيع مثل الطمكري ، الشرام ، الخمخمة ، البكسة ، الطسمة ، والديرك (الكنعد) ( الطرناك ) والسخلة والصعفي ، الرابعة وغيرها وأسماك أخرى موسمها في فصل الصيف مثل الزرية ( صافية ) ، البشت ، الشرمط ، الدقان ، الثمان ، القفاد ، الحيفول ، الزرب ، الصعوبان ، الكمل ، الجدب ، الباغة والحقيبة ، خمخمة والسهاي ، الطمكري وغيرها وقليل منها في فصل الخريف مثل الغلس ، الغريض ، مشط ، عنوب ، تبانة ، صبربار ، زوكي صغير ، مظراس ، مهليل ، شكعة ، الحصيحصة ، قطميم وفي الطب الشعبي المتداول وصف في سبع خصال يستفيد منها الإنسان في تنظيم حياته ، وإن شاء الله لن يراجع الدكتور وهي :
1- لا تنكح إلا بكراً ( ويعني الزواج الشرعي ) 2- يفضل اللحم الطازج السمين (أفضل من المعلب أو المجمد ) 3- تغذ وامتد ( تأخذ قسطاً من الراحة لا تزيد عن الساعة ) 4- تعش وتمش حتى على الشوك ( عدم النوم بعد الأكل مباشرة ) 5- أن تأكل الأسماك أو الخضار والفواكه في إقبالها ( موسمها ) 6- يفضل أن لا تأكل الأسماك أو الخضار والفواكه في أدبارها ( في موسم غير موسمها ) 7- أن تدخل الحمام (الخلاء) قبل النوم . نحمده ونشكره على نعمه التي لا تحصى فلهُ الحمدُ في الدنيا والآخرة والله من وراء القصد .
