رغم اختلاف المدن اليمنية في عاداتها وتقاليدها خلال أيام العيد، إلا أن "الطماش" – أو الألعاب النارية والمفرقعات الصغيرة – يظل القاسم المشترك ونكهة الفرح التي لا تغيب، خصوصًا في أوساط الأطفال والشباب.
تنتشر الطماش في الأسواق الشعبية والبقالات مع اقتراب العيد، وتتنوع أشكالها وأسماؤها، ما بين "الصرصور"، و"دوم دوم"، و"الصواريخ"، وغيرها من المسميات الطريفة التي تعكس علاقتها الوثيقة بالذاكرة الجمعية للناس.
ففي كل مدينة، تجد مشهد الأطفال وهم يحملون أعواد الطماش أو يتنافسون على إطلاقها في الهواء، وسط ضحكات لا تخلو من حماس، فيما يتردد صدى الانفجارات الصغيرة في الأزقة والحارات، وكأنها إعلان شعبي بأن "العيد قد حلّ".
ورغم التحذيرات من خطورتها، تبقى الطماش جزءًا من طقوس العيد المبهجة، وذكرى لا تُنسى لدى الأجيال، خاصة في المدن اليمنية التي تعيش ظروفًا صعبة، لتكون هذه الألعاب وسيلة بسيطة للتنفيس والفرح، في زمن يبحث فيه الناس عن أي لحظة تُعيد لهم طعم الطفولة وبهجة المناسبات.
الطماش ليست مجرد ألعاب نارية… بل نكهة عيد، وذاكرة تُطلق مع أول شرارة، وتظل مشتعلة في وجدان اليمنيين عامًا بعد آخر.