اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وسط الخرطوم ومحيط القصر الجمهوري، مساء الأربعاء، واستمرت حتى فجر الخميس، وسط قصف مكثّف واستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
وتمكن الجيش من فرض حصار محكم على وسط العاصمة، حيث يقع القصر الرئاسي ومقار الحكومة الاتحادية، في إطار سعيه للسيطرة على المنطقة السيادية. وأظهرت مقاطع مصورة القصف العنيف الذي طال محيط القصر الرئاسي، وسط تبادل كثيف للنيران بين الطرفين.
ووفقًا لمصادر عسكرية تحدثت لموقع سودان تربيون، فقد حاولت قوات الدعم السريع تعزيز مواقعها عبر إدخال قوات إضافية من جنوب الخرطوم، إلا أن الجيش نجح في قطع خطوط الإمداد باستخدام الطيران الحربي والمدفعية. كما أفشلت القوات المسلحة محاولات لعناصر الدعم السريع للهروب من القصر الجمهوري ووسط الخرطوم، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب عملية واسعة نفّذها سلاح المدرعات منذ 16 مارس الجاري، تمكن خلالها من التقدم شمالًا وشرقًا حتى الالتحام بجنود القيادة العامة شرقي الخرطوم، مما زاد من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع المتمركزة في القصر الجمهوري ووسط المدينة.
وفي منشور على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أكد إعلام سلاح المدرعات التابع للجيش أنه تم تدمير مجموعات من قوات الدعم السريع التي حاولت الفرار من محيط القصر الجمهوري. كما أشارت مصادر عسكرية إلى أن الطيران المسيّر استهدف نحو 35 مركبة عسكرية على طول شارع القصر الجمهوري، كانت تخطط للتوجه نحو جنوب الخرطوم.
إضافة إلى ذلك، تحدثت المصادر عن تدمير وحدات عسكرية للدعم السريع داخل السوق العربي وشارع النيل، فضلًا عن قوة حاولت الفرار عبر القوارب النيلية باتجاه أم درمان. ومن بين المركبات التي تم تدميرها شاحنات لنقل الجنود، وأخرى محملة بالأسلحة والذخيرة، إلى جانب مركبات تحمل أجهزة تشويش كانت في طريقها إلى مواقع الدعم السريع في جنوب الخرطوم.
وفي تطور لافت، بثّت منصات تابعة للجيش السوداني مقاطع مصورة توثّق مقتل عدد كبير من عناصر الدعم السريع وتدمير مركباتهم أمام معمل “إستاك” بوسط العاصمة.
ويواصل الجيش السوداني جهوده لاستعادة السيطرة على القصر الجمهوري وكامل منطقة وسط الخرطوم، التي تضم العديد من المؤسسات الحكومية والمراكز التجارية، والتي كانت تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.