في تطور غير مسبوق، عقد رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، اليوم الخميس، اجتماعًا موسعًا مع القيادات العسكرية والأمنية لقوات حماية حضرموت، بحضور اللواء مبارك أحمد العوبثاني، قائد القوات ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية. ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الحلف والقيادات العسكرية والأمنية، ما يعكس تحولًا في المشهد السياسي والعسكري بالمحافظة، وسط تصاعد التوترات والمطالبات بتمكين حضرموت من إدارة شؤونها بشكل مستقل.
رحّب الشيخ بن حبريش بالحاضرين، مؤكدًا أن حضرموت يجب أن تكون طرفًا مستقلًا في المعادلة السياسية اليمنية، بقرار سياسي وعسكري نابع من أبنائها، وليس مفروضًا من الخارج. كما شدد على ضرورة رفع الجاهزية الأمنية والعسكرية، لحماية المحافظة من أي تهديدات إرهابية أو محاولات لزعزعة استقرارها.
لم يخلُ الاجتماع من انتقادات حادة لمجلس القيادة الرئاسي، حيث حمّل رئيس الحلف الحكومة مسؤولية تفاقم الأوضاع الاقتصادية والخدمية، مؤكدًا أن فشلها انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين. كما دعا إلى مكافحة الفساد ووقف العبث بمقدرات البلاد، والعمل على بناء دولة مؤسسات تقوم على العدالة والقانون.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه حضرموت حراكًا متزايدًا للمطالبة بإدارة مواردها بشكل مستقل، بعيدًا عن سلطة الحكومة المركزية. ويرى مراقبون أن لقاء الحلف بالقيادات العسكرية والأمنية يمثل خطوة متقدمة نحو تعزيز نفوذه السياسي والعسكري، ويمهد لتحولات قد تؤثر على مستقبل حضرموت ضمن المشهد اليمني المعقد.