تقرير / رائد محمد الغزالي
بعد أيام قليلة، سيحل شهر رمضان المبارك لسنة 1446 ه على المسلمين في الوطن العربي والعالم، وهو الشهر الذي فرض الله فيه الصيام على المسلمين. في الوقت نفسه، دخلت أزمة الحرب في اليمن عقد من الزمن، ويعاني المواطنون من ظروف معيشية صعبة تُعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد، سواء في الشمال أو الجنوب.
في المحافظات الجنوبية،او بالتحديد الواقعة تحت سيطرة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بالإضافة إلى المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها دولياً، التي تضم الشرعية من أحزاب سياسية والمجلس الانتقالي وعاصمتها عدن، تعاني هذه المناطق من أوضاع اقتصادية متدهورة وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات، نتيجة تراجع سعر صرف العملة المحلية، الريال اليمني، وانهيار الخدمات، وأبرزها تدهور خدمة الكهرباء.حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد في عدن إلى 2333 ريال يمني والريال السعودي إلى 612 ريال يمني
هذا الوضع السيء أدى إلى حالة من البؤس والإحباط بين المواطنين البسطاء، حيث وصلت حالة العديد من الأسر الفقيرة إلى مستوى عدم القدرة على الشراء. في المقابل، هناك فشل كامل من قبل التحالف والمجلس الرئاسي وحكومة المناصفة بين الشرعية والانتقالي في إيجاد حلول تخفف من معاناة المواطنين.
في هذا التقرير من ردفان محافظة لحج،سلطت عدن الغد الضؤ على استعدادات المواطنين لهذا الشهر الفضيل في ظل هذا الانهيار المعيشي والخدماتي غير المسبوق.
- يواجه المواطن صعوبة في تأمين احتياجاته الأساسية، فكيف يمكنه أن يلبي متطلبات شهر رمضان والكماليات؟
الأستاذ عارف قاسم دحان، وهو تربوي وجريح حرب.
قال بالنسبة لكيفية استقبال شهر رمضان هذا العام، نقول، إن هذا الشهر الفضيل يأتي هذا العام في وقت استثنائي حيث نعيش تدهورًا معيشيًا لم نشهده في تاريخ البلاد. على الرغم من الظروف الصعبة والحروب التي شهدناها قبل نكبة 2014م وتدخل التحالف العربي في الشأن اليمني، إلا أن الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وخاصة في المناطق الجنوبية، قد تدهورت بشكل كبير في ظل حكومة ومجلس رئاسي فشلا في إدارة الملف الاقتصادي. وكانت النتيجة هي الأوضاع التي نعيشها اليوم، حيث يعاني المواطن من صعوبة توفير احتياجات الحياة الأساسية، فكيف له أن يوفر متطلبات الشهر الفضيل والكماليات ؟ نحن أمام كارثة إنسانية ومجاعة حقيقية تلاحق المواطن، في ظل صمت التحالف العربي والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي،وهذا الأخير يمثل الشعب الجنوبي.
الحل يكمن في الخروج بثورة جياع في جميع المناطق الجنوبية، وتنظيم إضرابات، والوصول إلى العصيان المدني للمطالبة بإسقاط رموز الفساد المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الشرعية.
- فقدان القدرة الشرائية :
وقال المناضل قائد سعد مسمار، أحد مناضلي حرب التحرير، إننا نواجه أزمة اقتصادية كبيرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ونحن على أبواب شهر رمضان الذي يتطلب احتياجات كثيرة، بينما المواطنون البسطاء عاجزون عن الشراء.
وأضاف أننا نطالب السلطة العليا بالتحرك لتخفيف معاناة المواطنين من خلال إيجاد حلول للأوضاع الاقتصادية. فالأسعار مرتفعة جداً، ونطالب القيادة الموجودة في عدن بأداء واجباتها، وإذا لم تتمكنوا كسلطة عليا وقيادة من تحقيق طموحات المواطنين، فعليكم تقديم استقالتكم وترك الأمور لمن هم أكفأ منكم.
لقد أصبحنا شعباً مظلوماً نعاني من ضعف الرواتب بينما الأسعار مرتفعة جداً، وهناك انتشار كبير للمواطنين والنساء والأطفال الذين يتسولون من أجل لقمة العيش. لذا، هي رسالة إلى من يحكمون بأن عليكم التحرك لإيجاد حلول، وإلا فإن الشعب سيقوم بثورة كبرى.
- نفسيات محبطة :
ويقول المواطن حسن ثابت صالح:
في العام الماضي استقبلنا الشهر الفضيل في ظروف سيئة، وكان سيكون الشعور جميلاً أن يشهد هذا العام تحسناً أفضل من العام الماضي، لكنه في الحقيقة أسوأ بكثير. لأن الغلاء مرتفع في كل شيء، وقد أثر هذا بشكل كبير على حالتنا النفسية، مما جعلنا نشعر بإحباط شديد.
- فشل في إدارة الأمور :
ويقول الشيخ قاسم صالح صائل الوحدي: نستقبل شهر رمضان متوكلين على الله رب العالمين. أما بخصوص الوضع الحالي، فهو صعب للغاية ويؤثر سلبًا على النفسيات. وليس لدينا سوى ما نكسبه من المواشي، ولا نتلقى راتبًا بالعملة الأجنبية. وما نعانيه من فساد وتدهور في الأوضاع المعيشية والخدمات هو نتيجة لقيادة فاشلة لم تحسن إدارة الامور، حيث أن أوضاعهم وأسرهم في أحسن حال، بينما يعاني الشعب من ظروف قاسية.
- المواطنون يعانون من هموم ارتفاع الأسعار :
ويتحدث المواطن محمد سعد فاضل بصعوبة بسبب استيائه من ارتفاع الأسعار، حيث قال: "يأتي شهر رمضان والمواطنون البسطاء مثقلون بالهموم والصعوبات، ويعيشون في ظروف اقتصادية قاسية، لأن أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية مرتفعة جداً.
وأضاف : لقد اشتريت خمسة كيلوغرامات من السكر بعشرة آلاف ريال، وهذا لا يكفي حتى لأسبوع. ونحن في رمضان نصوم، ولا بد من تناول الطعام الجيد، وهذا يتطلب مواد غذائية، بينما الراتب ضعيف ولا يكفي إلا لشراء كيس من الدقيق."
وحسبنا الله ونعم الوكيل
- من حرمنا حقوقنا، نسأل الله أن يحرم سعادته :
من حرمنا حقوقنا، نسأل الله أن يحرم سعادته. هكذا يعبر المواطن عبده أحمد محمد البكري عن استيائه ومعاناته من الوضع الاقتصادي المتدهور. وأضاف: يأتي شهر رمضان ونحن بلا مرتبات ولا رأس مال، وفي النهاية نتوكل على الله وحده. وأشار بكل ألم : من أخذ حقوقنا وحقوق أطفالنا، نسأل الله أن يستردها من ظهره.
نحن لا نريد سوى حقوقنا المشروعة في وطننا الذي خدمنا فيه سنوات من أعمارنا التي ينهبها اللصوص.ويأتي شهر رمضان وليس لدينا شيء.



