آخر تحديث :السبت-12 أبريل 2025-02:54م

المتحولون سياسياً والولاء متعدد الشبكات

الجمعة - 04 أبريل 2025 - الساعة 05:47 م
عبد العزيز بن حليمان

بقلم: عبد العزيز بن حليمان
- ارشيف الكاتب



عبد العزيز صالح بن حليمان


تبرز في زحام المشهد السياسي الحضرمي ظاهرة التقلّبات الحادة لبعض الساسة والوجاهات القبلية ممن تحوّلت مواقفهم إلى شريحة اتصال "SIM" تُبدّل وفقاً لقوة الإشارة ومغريات العروض لا استناداً إلى قناعة راسخة أو رؤية استراتيجية واضحة.

فتارةً تجدهم منشدين تحت رأية المجلس الانتقالي يهتفون بالجنوب حتى آخر الحروف وحين تتغير خارطة المصالح يسارعون إلى معسكر الشرعية علّهم يحظون برضا الباب العالي وفتات المخصصات ثم لا يلبثون أن يعودوا إلى شعار "حضرموت أولاً " لا حباً فيها بل لأنّ بورصة الشيخ عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت قد ارتفعت وصار الاستقبال السعودي يفتح الأبواب المغلقة.

والأدهى من ذلك أن بعض قيادات المجلس الانتقالي أنفسهم الذين يرفعون راية الانفصال صباحاً يقفون في طوابير الاعتمادات والقرارات عند أبواب الحكومة الشرعية مساءً يطلبون الاعتراف من كيان يرفضونه نظرياً ويتوسلون الدعم من سلطة لا يعترفون بها علناً فهل هو انفصال على المقاس؟ أم نفاق سياسي بامتياز؟

التحوّل في حد ذاته ليس عيباً فالسياسة تتطلب مرونة لكن ما نراه ليس مرونة بل انزلاقاً، ليس مراجعة مواقف بل قفزات بهلوانية لا رابط بينها سوى حسابات المصلحة الآنية.

كيف ستكون خطابات هؤلاء؟ وبأي وجه سيظهرون؟ هل سيخاطبون جمهورهم بـ"نحن أبناء الجنوب" صباحاً ثم يهمسون بــ الشرعية فوق الجميع ظهراً ويتغنون بــ حضرموت تستحق الأفضل مساءً؟ إنهم يبدّلون شعاراتهم مع كل موجة وألسنتهم تلهث خلف من يدفع أكثر أو يلوّح بالمناصب.

هم باختصار شريحة جوال تعمل على كل الشبكات لا ترتبط بعقد طويل الأجل بل بخدمة الدفع المسبق تدفع لهم يخدمونك ينتهي الرصيد تختفي التغطية.

وتبقى التحية موصولة للشرفاء وأصحاب المبادئ أولئك الذين يشبهون الجبال لا تهزهم الرياح ثابتون على ولائهم واضحين في انتمائهم لا يتلوّنون حسب المزاج السياسي بل يصنعون مواقف تليق بالشرف السياسي الحقيقي.