في مثل هذه الأيام المباركة في الـ27 رمضان، قبل عشر سنوات سنوات سطر أبناء الجنوب أبطال وقاده قواتنا ومقاومتنا الجنوبية أروع ملاحم البطولة والتضحية، حيث تمكنوا من تحرير العاصمة الحبيبة عدن من غزو مليشيات الحوثي وعفاش الإرهابية المدعومة من إيران. كانت تلك اللحظة بمثابة تحول جذري في مسار الصراع، ونجاحاً مهماً لإفشال المخطط والتمدد الايراني، ذكرى تاريخية حيه في الدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة جحافل الشر والظلام.
هذه الذكرى، التي نعيشها اليوم، تحيي في قلوبنا ذكرى الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداءً لوطننا الجنوب وشعبه وعاصمته الحبيبة. رجال صدقوا الله باعوا حياتهم في سبيل الحرية والكرامة، وهم الذين واجهوا جحافل مليشيا الحوثي الإيرانية الاحتلالية ببسالة وشجاعة وإخلاص، يذودون عن تراب أرضنا الجنوبية وعاصمتنا الحرة بدمائهم، مؤكدين للعالم أجمع عقيدة أبطال الجنوب وأن عدن عاصمتنا الأبدية لن تكون أبداً إلا حرة طاهرة من أي دنس وإرهاب.
اليوم وبعد عشر سنوات من الذكرى تحتفل العاصمة عدن وكل أبناء الجنوب بذكرى التحرير في ظل الأمن والاستقرار والسكينة العامة والتنمية والبناء الذي تحقق وتعيشه اليوم عاصمتنا الحبيبة بفضل الله ثم بفضل هذه الملحمة العظيمة التاريخية لأبطال الجنوب الذين كانوا بالمرصاد لتلك المليشيات الغازية. لقد نجحوا في تطهير الأرض من المليشيا الحوثية والعفاشية، وأعادوا الحياة إلى المدينة الباسلة بعد أن كاد العنف والدمار يلحق بها وتكريس وسيطرة الذل والعبودية عليها.
إن ما تحقق من أمن واستقرار في العاصمة عدن يعود أيضاً إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها اليوم ومنذ تحريرها القوات المسلحة الجنوبية، وهي نواه المقاومه الجنوبيه ، سواء قواتنا الأمنية أو العسكرية الجنوبية، في حماية العاصمة وضمان استقرارها وباقي محافظات الجنوب. اليوم، تعيش عدن في حالة من الأمن والامان والسكينة العامة، حيث تتواصل الجهود لبناء وتطوير البنية التحتية، وعودة الحياة الطبيعية إليها. كما أن الصمود الأسطوري ومواصلة الملاحم البطولية للقوات المسلحة الجنوبية في جبهات الحدود للجنوب، وتكبيد مليشيا الحوثي الغازية خسائر فادحة في مختلف الجبهات، هو شهادة حية على تماسك شعب الجنوب وإرادته القوية في مواجهة التحديات.
إن جبهتي ثره الشامخة الحدودية في محافظة أبين، وكذلك جبهة امحلحل، وغيرها من جبهات القتال الحدودية، تشهد على تضحيات رجال قواتنا المسلحة ومقاومتنا الجنوبية الباسلة الذين يواصلون أبطالنا صمودهم، و يبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن أرضهم وشعبهم. هؤلاء الأبطال هم من يعيدون الأمل لوطنهم الجريح، وهم من يثبتون أن الجنوب اليوم ليس جنوب الأمس والتصدي للمليشيات الحوثية الإرهابية أو لأي قوة غاشمة تحاول المساس بأرض الجنوب وتضحياته.
في هذه الذكرى العطرة، نتوجه بالترحم على شهداء الجنوب الأبرار والجرحى الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير عدن ، ومن أجل كل شبر من أرض الجنوب. رضوان الله ورحمته عليهم أجمعين كل شهداءنا الأبطال وإن تضحياتهم هي ما تضمن لنا الاستمرار في هذا الطريق النضالي نحو استكمال تحرير ما تبقى من أرضنا الطاهرة من براثن مليشيا الحوثي الإيرانية وأعوانها الطامعين مهما كلفنا الثمن على العهد باقون.
نجدد العهد في هذه الذكرى أن نواصل السير على درب كل الشهداء والجرحى الجنوبيين، وأن نبقى سائرين على نهجهم، مستلهمين منهم العزيمة والإرادة الصلبة، لتحقيق حلمنا في دولة جنوبية حرة ومستقلة،
سنمضي على عهدنا الراسخ لكم، خلف قيادتنا السياسية والعسكرية العليا الممثلة بالرئيس القائد المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي حفظه الله حتى تحقيق النصر المنشود واكتمال التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية وعاصمتها الحبيبة #عدن.