آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-11:11م

رسالة الى الرئيس صالح

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 04:42 م
حسين البهام

بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


يا فخامة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح،


في ليالي العشر المباركة، كنت تطلّ علينا ببدر وجهك، وبسمتك التي تنشر الدفء في قلوبنا، وخطابك الإنساني الذي ينبع من قلب رحيم وضمير حي. كنتَ لنا نورًا في ظلمات الكُربة، تدخل البهجة إلى نفوسنا بإكرامية رمضان، فتعمّ الفرحة بيوتنا في العيد، وتزهو وجوه أطفالنا بالسرور.


اليوم، غاب البدر، وخَفَتَ النور، ولم نعد نرى سوى مآسي الدهر وقهر الفقر الذي يحدق بنا، بعد أن كنا ننعم بالعافية والرخاء تحت قيادتك، أيها المغوار.


لقد ابتلى الله هذا الشعب بتسعة رهط: ثمانية في مجلس رئاسي، ورئيس حكومة، عاثوا في الأرض فسادًا، حيث قال الله تعالى في التسعة الرهط: “وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون”. ها هم اليوم يعيثون في الأرض فسادًا دون خوف أو خجل. لقد مكر بنا المخادعون، دعاة التغيير، حين وعدونا بحياة أفضل، فإذا بهم يطوفون العالم بين تركيا والإمارات وعُمان ومصر والسعودية، هم وأسرهم، تاركين شعبك يصارع الجوع والخوف بعد رحيلك.


هل سيبعثك الله لتعيد لنا تلك الفرحة والرخاء؟ أم أن غضب الله قد حلّ علينا بعد أن خرجنا عن طاعتك؟ لم يعد لنا ملجأ إلا التضرع إلى الله في هذه الليالي المباركة، ليعيدنا إلى ما كنا عليه في عهدك.


لقد كنتَ مصباحًا يضيء لنا ظلمات الدهر، دون أن ندرك قيمتك. وبعد أن انطفأ مصباحك، وفقدنا دفئك الذي كان يحمينا من ليالي البرد، شعرنا أننا لم نقتلك، بل قتلنا فرحتنا وحضننا الدافئ دون أن نعلم. أين أنت؟


ما أحوجنا اليوم إلى خطابك التاريخي، بعد أن خذلنا من تولوا أمرنا بعدك. إن الله يعاقب شعبك على معصيتك، بتسعة رهط عاثوا في الأرض فسادًا، فهل سامحتَ شعبك كي يغفر لهم ربهم ويتوب عليهم، ويولي عليهم خلفًا صالحًا يعيد لهم كرامتهم وسيادتهم الوطنية؟


لقد عرفناك سمحًا مع شعبك وأنت حي، فكيف وأنت قد قبض الله روحك وأودعها في جنّته؟


حسين البهام